باب ما أوله القاف
( قرش )
قوله تعالى : ( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ) [ ١٠٦ / ١ ] قُرَيْشٌ قبيلة وأبوهم النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ، وكل من كان ولدا لنضر بن كنانة فهو قرشي. وقيل قُرَيْشٌ هو فهر بن مالك ، ومن لم يلده فليس بقرشي. واختلف في سبب التسمية : فقيل هو من الْقَرْشِ وهو الكسب والجمع ، وقيل سميت قُرَيْشاً لاجتماعها بعد تفرقها في البلاد ، وقِيلَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ النَّضْرَ بْنَ كِنَانَةَ رَكِبَ فِي بَحْرِ الْهِنْدِ فَقَالُوا قُرَيْشٌ [ نوع من السمك يعرف بكلب البحر يقطع الحيوان بأسنانه ] كَسَرَ مَرْكَبَنَا فَرَمَاهَا النَّضْرُ بِالْجِرَابِ فَقَتَلَهَا وَحَزَّ رَأْسَهَا وَكَانَ لَهَا آذَانٌ كَالشِّرَاعِ تَأْكُلُ وَلَا تُؤْكَلُ تَعْلُو وَلَا تُعْلَى ، فَقَدِمَ بِهِ مَكَّةَ فَنَصَبَهُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ فَكَانَ النَّاسُ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ عِظَمِهِ فَيَقُولُونَ قَتَلَ النَّضْرُ قُرَيْشاً.
وقُرَيْشٌ أهل الشرف والرئاسة ، وهم قبائل متفرقة منهم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر وكان يدعى مُجَمِّعاً ، ومنهم هاشم الذي قيل فيه :
عمرو الذي هَشَمَ الثريد لقومه |
|
و رجال مكة مسنتون عجاف |
ومنهم شيبة الحمد المطعم طير السماء الذي كان في وجهه قمر يضيء ليلة الظلام الداجي. وينسب إلى قُرَيْشٍ بحذف الياء ، فيقال قُرَشِيٌ ، وربما نسب إليه في الشعر من غير تغيير فيقال قُرَيْشِيٌ.
وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ « امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ ».
يريد العلوية. قال بعض الأفاضل : الْقُرَشِيَّةُ ما انتسبت بالأب والأم أو بالأب على المختار. ومقابر قُرَيْشٍ ببغداد معروفة (١).
__________________
(١) وهي التي دفن بها الإمام موسى بن جعفر عليه السلام والإمام محمد الجواد عليه السلام واشتهرت بعد ذلك باسم الكاظمين.