الْفِطَنِ » (١).
أي الفطن الغائصة ، استعار لفظ الغوص هنا لتعمق الأفهام الثاقبة في بحار صفات جلاله.
باب ما أوله الفاء
( فحص )
فِي الْحَدِيثِ « مَنْ بَنَى مَسْجِداً كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ » (٢).
مَفْحَصُ القطاة ـ بفتح الميم والحاء ـ الموضع الذي تجثم وتبيض فيه ، كأنها تَفْحَصُ فيه التراب أي تكشفه ، يقال فَحَصَتِ القطاة من باب نفع : حفرت في الأرض موضعا تبيض فيه. وأنت خبير بأن مقدار المفحص لا يمكن أن يتخذ مسجدا وإنما هو على سبيل المبالغة في الكلام فإنها من مذاهب العرب ، والمراد ولو أنه يسع مصليا واحدا.
( فرص )
فِي الْحَدِيثِ « ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ وَاصْطَكَّتْ فَرَائِصُ الْمَلَائِكَةِ ».
هي جمع فَرِيصَةٍ ، وهي اللحمة بين جنب الدابة وكتفها لا تزال ترعد من الدابة ، وجمعها أيضا فَرِيصٌ. وفَرِيصُ العنق : أوداجها ، الواحدة فَرِيصَةٌ. والْفُرْصَةُ : ما أمكن من نفسك.
( فصص )
فِي الْحَدِيثِ « الْفَصُ يُتَّخَذُ مِنْ أَحْجَارِ زَمْزَمَ » (٣).
فَصُ الخاتم بالفتح واحد الْفُصُوصِ كفلس وفلوس. قال الجوهري : والعامة تكسر الفاء ، ولعل المراد به هنا الحصاة المخرجة لتنظيف زمزم كالقمامة. والْفِصْفِصَةُ بكسر الفائين : الرُّطَبَةُ قبل أن تجف ، فإذا جفت زالت عنها اسم الْفِصْفِصَةُ وسميت القت ، والجمع فَصَافِصُ.
__________________
(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٧.
(٢) من لا يحضر ج ١ ص ١٥٢.
(٣) مكارم الأخلاق ص ٩٨.