باب ما أوله الكاف
( كزز )
الكُزَازُ : داء يتولد من شدة البرد ، وقيل هو نفس البرد ، ومنه حَدِيثُ مَنْ أُمِرَ بِالْغُسْلِ « فَكُزَّ فَمَاتَ ».
والكَزَزَةُ : الانقباض واليبس. وقد كُزَّ الشيءُ فهو مَكْزُوزٌ : إذا انقبض من البرد.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي وَصْفِهِ صلى الله عليه وآله « لَمْ يَكُنْ بِالْكَزِّ فِي وُجُوهِ السَّائِلِينَ ».
أي لم يكن معبسا في وجوههم. والكَزُّ : المُعَبِّس.
( كنز )
قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ) [ ١٨ / ٨٢ ] قَالَ : ذَلِكَ الْكَنْزُ لَوْحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ مَكْتُوبٌ « ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَجِبْتُ لِمَنْ يَعْلَمُ أَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ كَيْفَ يَفْرَحُ عَجِبْتُ لِمَنْ يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ كَيْفَ يَحْزَنُ ، عَجِبْتُ لِمَنْ يَذْكُرُ النَّارَ كَيْفَ يَضْحَكُ ، عَجِبْتُ لِمَنْ يَرَى الدُّنْيَا وَتَصَرُّفَ أَهْلِهَا حَالاً بَعْدَ حَالٍ كَيْفَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا » كَذَا فِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ. وَمِثْلُهُ فِيمَا صَحَّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام (١).
قوله : ( الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) [ ٩ / ٣٤ ] الآية ، أي يجمعونهما ويدخرونهما. وأصل الكَنْزِ : المال المدفون لعاقبة ما ثم اتسع فيه ، فيقال لكل قينة يتخذها الإنسان كَنْزٌ ، ومنه قَوْلُهُ « أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُهُ الْمَرْءُ ».
أي يقينه ويتخذه لعاقبته ، والجمع كُنُوز كفلس وفلوس. وكَنَزَ المالَ من باب ضرب : جمعه وادخره. ويقال لكل ما أديت زكاته ليس بِكَنْزٍ وإن كان مدفونا ، وكل ما لم يؤد
__________________
(١) تفسير علي بن إبراهيم ص ٤٠١.