ولم يحكم أموره ، والكلام استعارة.
وَ « فِيهِ كَأَنَّمَا نَشَأَ مِنْ ضِرْسٍ قَاطِعٍ ».
يعني أنه ماض في الأمور نافذ العزيمة. والضَّرِسُ : الصعب السيء الخلق. ومنه « إِنَّ النَّبِيَّ اشْتَرَى مِنْ رَجُلٍ فَرَساً كَانَ اسْمُهُ الضَّرِسَ فَسَمَّاهُ السَّكْبَ أَوَّلَ مَا غَزَى عَلَيْهِ فِي أُحُدٍ ».
ومنه يقال فلان ضَرِسٌ وضَرِيسٌ ، وفلان ضِرْسٌ من الْأَضْرَاسِ : أي داهية وهو في الأصل أحد الأسنان فاستعاروه. والضَّرُوسُ : الناقة السيئة الخلق تعض حالبها. ومنه كَلَامُهُ عليه السلام فِي عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ « كَأَنِّي بِهِ قَدْ نَعَقَ بِالشَّامِ وَفَحَصَ بِرَايَاتِهِ فِي ضَوَاحِي كُوفَانَ ، فَعَطَفَ عَلَيْهَا عَطْفَ الضَّرُوسِ » (١).
وذلك لأنه ظهر بالشام حين جعله أبوه خليفة من بعده ، وسار إلى الكوفة لقتال مصعب بن الزبير ، وقد كان بمكة فقتله وهدم الكعبة وقتل خلقا كثيرا من العرب. وحصاة مُضْرِسَةٌ : غير متساوية الجسم.
باب ما أوله الطاء
( طربس )
« طَرَابُلُسُ » بفتح الطاء وضم الباء واللام : بلد الشام (٢).
( طرس )
الطِّرْسُ بالكسر الصحيفة أو التي محيت ثم كتبت ـ قاله في القاموس.
__________________
(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ٣٠.
(٢) قال في معجم البلدان ج ٤ ص ٢٥ : طرابلس بفتح أوله وبعد الألف باء موحدة مضمومة ولام أيضا مضمومة وسين مهملة ، ويقال أيضا أطرابلس ، وقال ابن بشير الكري : طرابلس بالرومية والإفريقية ثلاث مدن ، وسماها اليونان طرابليطة ، وذلك بلغتهم أيضا ثلاث مدن ، وتسمى أيضا مدينة إياس.