باب ما أوله الظاء
( ظلم )
قوله تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ ) [ ٢ / ١١٤ ] الآية. قِيلَ : نَزَلَتْ فِي الرُّومِ لِمَا خربوا بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَطَرَحُوا الْأَذَى فِيهِ ، وَمَنَعُوا مِنْ دُخُولِهِ وَأحرقوا التَّوْرَاةَ. وقِيلَ نَزَلَتْ فِي الْمُشْرِكِينَ لِمَا مَنَعُوا رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآله مِنْ دُخُولِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ.
قَوْلُهُ ( فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ) [ ٣٩ / ٦ ] قِيلَ هِيَ ظُلْمَةُ الْمَشِيمَةِ ، وَظُلْمَةُ الرَّحِمِ ، وَظُلْمَةُ الْبَطْنِ.
قوله ( أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ) [ ٢٤ / ٤٠ ] الآية قال المفسر : هذا تشبيه بأن أعمال الكفار في خلوها عن نور الحق وظُلْمَتِهَا لبطلانها بِظُلُمَاتٍ متراكمة هي ظُلْمَةُ الموج وظُلْمَةُ البحر وظُلْمَةُ السحاب.
وَرُوِيَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ( أَوْ كَظُلُماتٍ ) قَالَ : « الْأَوَّلُ وَصَاحِبُهُ ، ( يَغْشاهُ مَوْجٌ ) : الثَّالِثُ ، ( مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ... ظُلُماتٌ ) : الثَّانِي ، ( بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ) : مُعَاوِيَةُ وَفِتَنُ بَنِي أُمَيَّةَ ( إِذا أَخْرَجَ ) الْمُؤْمِنُ ( يَدَهُ ) فِي ظُلْمَةِ فِتْنَتِهِمْ ( لَمْ يَكَدْ يَراها ) » (١).
__________________
(١) روى ولد المؤلف هذا الحديث عن الكافي وعن تفسير علي بن إبراهيم هكذا « محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين الصائغ عن صالح بن سهل قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول في قول الله عزوجل ( أو كظلمات ) فلان وفلان ( في بحر لجّيّ يغشاه موج ) يعني نعثل و ( من فوقه موج ) يعني طلحة والزبير ( ظلمات بعضها فوق بعض ) معاوية وفتن بني أمية ( إذا أخرج ) المؤمن ( يده ) في ظلمة فتنتهم ( لم يكد يراها ) ». وفي تفسير الصافي زيادة ( ومن لم يجعل الله له نورا ) إماما من ولد فاطمة عليهاالسلام ( فما له من نور ) إمام يوم القيامة.