أي يتغشى قلبي ما يلبسه ، وقد بلغنا عن الأصمعي أنه سئل عن هذا الحديث ، فقال للسائل : عن قلب من يروى هذا؟ فقال عن قلب النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال : لو كان عن غير النبي صلىاللهعليهوآله لكنت أفسره لك.
قال القاضي : ولله در الأصمعي في انتهاجه منهج الأدب ، إلى أن قال : نحن بالنور المقتبس من مشكاتهم نذهب ونقول : لما كان قلب النبي صلىاللهعليهوآله أتم القلوب صفاء وأكثرها ضياء ، وأعرفها عرفانا ، وكان صلىاللهعليهوآله مبينا مع ذلك لشرائع الملة وتأسيس السنة ميسرا غير معسر ، لم يكن له بد من النزول إلى الرخص ، والالتفات إلى حظوظ النفس ، مع ما كان متمتعا به من أحكام البشرية ، فكأنه إذا تعاطى شيئا من ذلك أسرع كدورة ما إلى القلب لكمال رقته ، وفرط نورانيته ، فإن الشيء كلما كان أصفى كانت الكدورة عليه أبين وأهدى وكان صلىاللهعليهوآله إذا أحس بشيء من ذلك عده على النفس ذنبا ، فاستغفر منه ـ انتهى.
وقد تقدم مزيد كلام في هذا المقام في ( بكى ).
والْغَيْنُ من حروف المعجم.
والْغَيْنَةُ : الأشجار الملتفة بلا ماء ، فإذا كان بماء فهي ( غيضة ) قاله الجوهري
باب ما أوله الفاء
( فتن )
قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ ) [ ٨٥ / ١٠ ] أي أحرقوهم وعذبوهم بالنار ، وهم أصحاب الأخدود ، فلهم في الآخرة عذاب جهنم.
قوله ( ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ ) [ ٦ / ٢٣ ] يعني الكفار أي جوابهم ، وقيل : لم تكن معذرتهم ( إِلَّا أَنْ قالُوا ).
قوله ( وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ) [ ٦ / ٥٣ ] أي كما ابتلينا قبلك