السلام يقال « لَيَّنْتُ الشيء وأَلَنْتُهُ » أي صيرته لينا.
رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليهالسلام « أَنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَى داود عليهالسلام : نِعْمَ الْعَبْدُ أَنْتَ لَوْ لَا أَنَّكَ تَأْكُلُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَلَا تَعْمَلُ بِيَدِكَ شَيْئاً ، قَالَ : فَبَكَى داود عليهالسلام فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى الْحَدِيدِ أَنْ لِنْ لِعَبْدِي دَاوُدَ فَأَلَانَ اللهُ تَعَالَى الْحَدِيدَ فَكَانَ يَعْمَلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ دِرْعاً فَيَبِيعُهَا بِأَلْفِ دِرْهَمٍ فَعَمِلَ عليهالسلام ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ دِرْعاً ، فَبَاعَهَا بِثَلَاثِمِائَةٍ وَسِتِّينَ أَلْفاً ، فَاسْتَغْنَى عَنْ بَيْتِ الْمَالِ » (١).
واللِّينُ : ضد الخشونة ، يقال لَانَ الشيء يَلِينُ لِيناً وشيء لَيِّنٌ ، ولَيْنٌ مخفف منه.
وفلان لَيِّنُ الجانب أي سهل القرب ، ومِنْهُ « سِلَاحُ الْعِلْمِ لِينُ الْكَلِمَةِ » ومِنْهُ « مَنْ تَلِنْ حَاشِيَتُهُ يَسْتَدِمْ مِنْ قَوْمِهِ الْمَحَبَّةَ » أراد بالحاشية جوارحه ولسانه.
وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ لَانَ عُودُهُ كَثُفَتْ أَغْصَانُهُ » قال الشارح هو كالمثل يضرب لمن يتواضع للناس فيألفونه ويحبونه فيكثر بهم ويتقوى باجتماعهم عليه.
وقوم لَيْنُونَ ، وأَلْيِنَاءُ ، إنما هو جمع ليّن مشددا ، وهو فعيل لأن فعلاء لا يجمع على أفعلاء.
واللَّيَانُ بالفتح : المصدر من اللين ، تقول هو في لَيَانٍ من العيش أي في نعيم وخفض.
واللِّيَانُ بالكسر : الملاينة.
باب ما أوله الميم
( مأن )
الْمَئُونَةُ تهمز ولا تهمز وهي فعولة.
وقال الفراء هي مفعلة من الأين وهو التعب والشدة.
ويقال مفعلة من الَأْوَنُ وهو الخرج والعدل ، لأنه ثقل على الإنسان ، كذا
__________________
(١) تفسير ( نور الثقلين ج ٤ ص ٣١٨ ) للشيخ عبد علي بن جمعة العروسي.