باب ما أوله الشين
( شأم )
قوله تعالى : ( أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ) [ ٥٦ / ٩ ] قِيلَ : هُمُ الَّذِينَ يُعْطَوْنَ كُتُبَهُمْ بِشِمَالِهِمْ ، وَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ. والعرب تسمي اليد اليسرى : الشُّؤْمَى ، والجانب الأيسر : الأَشْأَم.
ومنه « اليمن والشُؤْم » (١) فاليُمْن كأنه ما جاء عن اليمين ، والشؤم ما جاء عن الشمال.
ومنه « اليَمَن والشَّامُ » (٢) لأنهما عن يمين الكعبة وشمالها.
ويقال ( أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ) أصحاب اليمين (٣) على أنفسهم وأصحاب المَشَائِم على أنفسهم.
وقيل : إن العرب تنسب الفعل المحمود والحسن إلى اليمين ، والشمال ضده ، ويقال ( أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ) أي المنزلة الرفيعة الجليلة ، ومثله ( أَصْحابُ الْيَمِينِ ). و ( أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ) ضد ذلك.
والشُّؤْمُ : الشر.
ورجل مَشْئُومٌ : أي غير مبارك.
وَمِنْهُ « نَوْمَةُ الْغَدَاةِ مَشْئُومَةٌ ».
وَفِي الْحَدِيثِ « يَوْمٌ يَتَشَأَّمُ بِهِ الْإِسْلَامُ يَوْمُ عَاشُورَاءَ ».
وَمِنْهُ « الشُّؤْمُ لِلْمُسَافِرِ فِي خَمْسَةٍ ».
وَمِنْهُ « الشُّؤْمُ فِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ » وَرُوِيَ و « الْخَادِمِ ». فَشُؤْمُ الْمَرْأَةِ : سُوءُ خُلُقِهَا ، وَشُؤْمُ الْفَرَسِ : حِرَانُهُ وَشِمَاسُهُ ، وَشُؤْمُ الدَّارِ : ضِيقُهَا وَسُوءُ جَارِهَا. وَرُوِيَ وَبُعْدُهَا عَنِ الْمَسْجِدِ لَا يُسْمَعُ فِيهِ أَذَانٌ وَلَا إِقَامَةٌ. وَشُؤْمُ الْخَادِمِ : سُوءُ خُلُقِهِ وَقِلَّةُ تَعَهُّدِهِ لِمَا فُرِضَ عَلَيْهِ.
وَفِي حَدِيثِ الْإِبِلِ « لَا يَأْتِي خَيْرُهَا إِلَّا مِنْ جَانِبِهَا الْأَشْأَمِ » أي من جانبها
__________________
(١) كلاهما على وزن ( قفل ).
(٢) أي بلاد اليمن وبلاد الشام.
(٣) الظاهر : اليمن بالضم.