اليه إلا به ، والتعريض للشيء في حكم إيصاله ، والنفع الذي أشرنا إليه هو الثواب ، لأنه لا يحسن الابتداء به (١) وإنما يحسن مستحقا ، ولا يستحق إلا بالطاعات ، ولحسن (٢) تكليف من علم الله تعالى أنه يكفر ، لأن وجه الحسن ثابت فيه ، وهو التعريض للثواب (٣).
وعلمه أن (٤) يكفر ليس بوجه قبح ، لأنا نستحسن أن ندعو إلى الدين في الحالة الواحدة جميع الكفار لو جمعوا لنا مع العلم بأن جميعهم لا يؤمن. ونعرض الطعام على من يغلب ظننا (٥) أنه لا يأكله ، ونرشد إلى الطريق من نظن أنه لا يقبل ، ويحسن ذلك منا مع (٦) غلبة الظن. وكان (٧) طريق حسنة أو قبحه المنافع والمضار قام الظن فيه مقام العلم.
ولا بد من انقطاع التكليف ، والا لانتقض الغرض (٨) من التعريض للثواب ، والحي المكلف هو هذه الجملة المشاهدة ، لأن الإدراك يقع بكل عضو منها ، ويبتدئ (٩) الفعل في أطرافها ، ويخفّ عليها إذا حمل باليدين ما يثقل ويتعذر إذا حمل باليد الواحدة. وما يعلم الله تعالى أن المكلف يختار عنده الطاعة ويكون (١٠) إلى اختيارها أقرب ، ولولاه لم يكن من (١١) ذلك يجب (١٢) أن يفعله ، لأن التكليف يوجب ذلك ، قياسا إلى من دعي إلى طعام وغلب على ظنه (١٣) أن من دعاه اليه (١٤) لا يحضر (١٥) ببعض الأفعال التي لا مشقة فيها ، وهذا هو المسمى ( لطفا ).
__________________
(١) ساقطة من المخطوط
(٢) بالطاعة ويحسن
(٣) الثواب
(٤) بأنه
(٥) في ظنوننا
(٦) ساقطة من المخطوط
(٧) وكلما
(٨) انتقض الغرض فيه
(٩) وتبدو
(١٠) مختارة الطاعة أو يكون
(١١) ساقطة من المخطوط
(١٢) يحب
(١٣) على من دعا إلى طعامه وغلب في ظنه
(١٤) ساقطة من المخطوط
(١٥) لا يحضر إلا