والرمي بها وراءه أربعين ذراعا وكان لا يطيق حمله أربعون رجلا ، وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يركب الناقة والفرس والبغلة والحمار ، وركب البراق ليلة المعراج ، وكلّ من ذلك دون عليّ عليهالسلام في القوّة والشدّة؟
قال : فقلت له : عن هذا ـ والله ـ أردت أن أسألك يا بن رسول الله فأخبرني؟
فقال : إنّ عليّا عليهالسلام له برسول الله شرف وبه ارتفع ، وبه وصل إلى إطفائك نار الشرك وإبطال كلّ معبود دون الله عزوجل ، ولو علاه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لحطّ الأصنام لكان بعليّ عليهالسلام مرتفعا ومشرّفا وواصلا إلى حطّ الأصنام ، ولو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه.
ألا ترى أنّ عليّا عليهالسلام قال : لمّا علوت ظهر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شرّفت وارتفعت حتّى لو شئت أن أنال السماء لنلتها؟
أما علمت أنّ المصباح هو الذي يهتدى به في الظلمة ، وانبعاث نوره من أصله ، وقد قال عليّ عليهالسلام : أنا من أحمد كالضوء من الضوء؟
أما علمت أنّ محمّد وعليّا صلوات الله عليهما كانا نورا بين يدي الله جلّ جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام؟ وأنّ الملائكة لمّا رأت ذلك النور ، رأت له أصلا قد انشعب منه شعاب (١) لامع ، فقالت : إلهنا وسيّدنا ما هذا النور؟ فأوحى الله عزوجل إليهم هذا نور من نوري ، أصله نبوّة ، وفرعه إمامة : أمّا النبوّة فلمحمّد عبدي ورسولي. وأمّا الإمامة فلعليّ حجّتي ووليّي ، ولو لا هما ما خلقت خلقي.
أما علمت أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رفع يدي عليّ عليهالسلام بغدير خمّ حتّى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ، فجعله مولى المسلمين وإمامهم؟
وقد احتمل الحسن والحسين عليهماالسلام يوم حظيرة بني النجّار. فلمّا قال له بعض أصحابه :
ناولني أحدهما يا رسول الله. قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم الحاملان ونعم الراكبان ، وأبوهما خير منهما.
وأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يصلّي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته ، فلمّا سلّم قيل له : يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ ابني ارتحلني فكرهت أن أعجّله حتّى ينزل.
وإنّما أراد بذلك رفعهم وتشريفهم ، والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم رسول ، نبيّ ، إمام ، وعليّ عليهالسلام (٢) ليس بنبيّ ولا رسول ، فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوّة.
__________________
(١) هكذا في النسخ ، لكن في المصدر « شعاع ».
(٢) في المصدر : « عليّ عليهالسلام إمام ليس ... ».