بن الحكم (١) ومحمد ابن أبى عمير ، وعلي بن يقطين وأسرته ، وأسره ابن قولويه ، والإسكافي ، والصّفواني ، والشّريفين المرتضى والرّضي حيث كانوا مستوطنين ببغداد ، وكان كلّما مرّ الزمان على بغداد ، يزداد اجتماع الشيعة فيها حتّى أصبحت مركز الشّيعة الرّئيسي في القرن الثالث والرابع والخامس. فكان لعلماء بغداد من هذه الطائفة المقام الأوّل والزّعامة المطلقة على جميعها. ومن جملتهم « السفراء الأربعة » أو « النّواب الأربعة » (٢) الّذين عاشوا في بغداد في النّصف الأخير للقرن الثّالث إلى شطر من القرن الرابع ـ أى من سنة ٢٦٠ الى سنة ٣٢٩ ه بالضّبط ـ ، وكانوا يتحملون مسئولية الوكالة والنّيابة الظاهرة للإمام عليهالسلام الغائب عن الأبصار ، وكانوا مراجع للشّيعة الإماميّة عامّة ، ومقابرهم لا زالت موجودة في نواحي بغداد القديمة إلى هذا العصر وتزار من قبل الشيعة.
وتمّ تأسيس علم الكلام عند الشّيعة ، الذي يقوم بمهمة الدفاع عن المذهب ، في بغداد على يد « هشام بن الحكم » استمر حتى بلغ الذروة في أواخر القرن الرابع على يد الشيخ المفيد حيث أحدث بمهارته في المحاورات الكلاميّة والدروس الّتي كان يلقيها على
__________________
(١) كان هشام مولى لبني شيبان أو « كندة » ولد بالكوفة ونشأ بواسط واتّجر إلى بغداد ، وتوطّن بها أخيرا ، فلازم يحيى بن خالد البرمكي ، وتولّى مجالس كلامه ومناظراته. وهو الذي فتق الكلام في الإمامة وهذّب المذهب في النظر على حد تعبير الشيخ الطوسي. كانت له مهارة رائعة في المناظرة والبداهة في الجواب. وأسماء كتبه المذكورة في الفهارس تدلّ على أنه كان خصما لدودا للفلاسفة وأتباعهم من المعتزلة. والظّاهر أنّه أوّل من تصدى للرّد على فلاسفة اليونان وإيران ، وأوّل من ألّف في الإمامة. كان هشام محل عناية الإمامين الصادق والكاظم عليهماالسلام وله عنهما رواية. كان مقيما ببغداد في قصر الوضّاح ، ومات بعد زوال البرامكة بمدة قليلة عام ١٧٩ ه ، أو في خلافة المأمون عام ١٩٩ ه. وخلّف تلاميذ مثل ابن أبى عمير ويونس بن عبد الرحمن وغيرهما. وفنّ الكلام عند الشيعة الإمامية بدأ من هشام وانتقل من طريق هؤلاء إلى من بعدهم حتّى انتهى إلى الشيخ المفيد ومن في طبقته. ملخّص من رجال النّجاشي وفهرست الطوسي ورجال الكشّي في ترجمة هشام.
(٢) وهم : ١ ـ عثمان بن سعيد العمري كان وكيلا للإمام الهادي والإمام العسكري ثمّ الإمام المهدي عليهمالسلام. ٢ ـ ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان العمرى ، وقد بقي حوالي خمسين سنة في هذا المنصب إلى أن توفّي عام ٣٠٤ أو ٣٠٥ ه. ٣ ـ أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي ، فقام بالأمر بعد أبي جعفر العمري حتّى توفّي عام ٣٢٦ ه. ٤ ـ أبو الحسن عليّ بن محمد السمري ، حيث قام بالأمر بعد النّوبختي إلى أن توفّي عام ٣٢٩ ، وقد صدر التوقيع الشريف من قبل الصاحب عليهالسلام على يده إعلاما بانتهاء دور النّيابة الخاصة والغيبة الصغرى وبعد ذلك بدأت الغيبة الكبرى وصار الأمر إلى الفقهاء الذين يعبّر عنهم ب « النّواب العامة » للإمام عليهالسلام.