وقد دفنوه في منزله الذي تحول إلى مسجد بعد وفاته بناء على وصيته (١). ويقع حاليا في جهة الشمال من البقعة العلوية ، ويبعد حوالي ٢٠٠ مترا من الصحن الشريف (٢) ، وبهذه المناسبة سمي باب الصحن المنتهى إلى مسجد الطوسي ب « باب الطوسي » وأخيرا سمي الشارع الجديد في تلك النّاحية ب « شارع الطوسي ».
مؤلفات الشيخ الطوسي وآثاره
نتيجة لخبرة الطوسي وتبحّره في العلوم الدّينيّة المتداولة في عصره فله آثار كثيرة في تلك العلوم ، ويعتبر كلّ كتاب منها من أفضل وأجود ما كتب في موضوعه ، وبنفس الوقت فان تلك الآثار واجدة لامتيازات مهمة : منها اتساقها في العبارات السهلة الواضحة والخالية عن الإبهام والإغلاق كما أنها ، مترسلة ذات حلاوة ، كما كان عادة أبناء ذلك الزّمان.
ومنها حسن تنظيم كتبه واشتمالها على أبواب وفصول مرتّبة ومنها أنّ الشيخ الطوسي كان يرمي في كلّ تأليف إلى هدف معقول مع الأخذ بعين الاعتبار ، المستويات العلمية عند الطلبة الذين سيستفيدون منه ، وذلك بالتفريق بين المبتدئين والمتوسطين أو المنتهين الى الدرجات العالية في العلم.
ومنها أنّه كان لا يخلّط بين الفنون المختلفة بدمج مسائلها بعضها في بعض بل يفرد لكلّ فنّ كتابا أو رسالة تخصّه حسب ما ستعرف بعض التفصيل عن كتبه الفقهيّة فيما بعد وهذا هو السر فيما نراه في كتب الشيخ من إرجاع القاري إلى كتبه الأخرى بكثرة ولا سيّما في تفسير التبيان ، حيث أحال كثيرا من المباحث إلى محالها من سائر مصنفاته.
هذه المميّزات اضافة إلى مكانة الشيخ البارزة في المذهب الإمامي حيث يعتبر هو مفصلا ومجددا لهذا المذهب ، قد خلّدت كتب الشيخ الطوسي فلن يستغني عنها العلماء في الأجيال المتوالية مهما بلغوا من العلم.
ويبلغ عدد مؤلفاته رحمهالله سواء في ذلك الكتب والرسائل منها ٤٥ كتابا (٣) وبشكل كلّي يمكن تقسيمها على تسعة مواضيع على النحو التالي : ١ ـ الحديث
__________________
(١) ذكرت وصية الشيخ بذلك في مقدمة التبيان للعلامة الطهراني ص أس فقط بلا سند.
(٢) قد جاء في مقدمة التبيان ص س ، وروضات الجنّات ص ٨٥٤ ومقدمة رجال الطوسي ص ١١٧ تفصيل عن عمارة هذا المسجد وتجديدها مرات فلاحظ.
(٣) قد أنهى العلّامة الطهراني كتب الشيخ الطوسي في مقدمة التبيان ( ص أو ) إلى ٤٧ كتابا ورسالة ،