حسده وحزّب عليه الأحزاب ، ثمّ هرب بعد فتح مكّة إلى الطائف فلمّا أسلم أهل الطائف هرب إلى الشام ولحق بالروم وتنصّر فسمّاه النبيّ صلىاللهعليهوآله الفاسق ثمّ إنّه أنفذ إلى المنافقين أن استعدّوا وابنوا مسجدا فانّي أذهب إلى قيصر وآتى من عنده بجنود واخرج محمّدا من المدينة فكان أولئك المنافقون يتوقّعون قدومه فمات قبل أن يبلغ ملك الرّوم بأرض يقال لها قنّسرين. ثمّ إنّ هذا أبو عامر كان له ولد اسمه حنظلة وهو رجل مؤمن من خواصّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قتل معه يوم أحد وكان جنبا فغسلته الملائكة فسمّاه النبيّ صلىاللهعليهوآله غسيل الملائكة رحمة الله عليه ولعنة الله تعالى على أبيه أبدا.
التاسعة ( وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ) (١)
اتّفق المفسّرون على أنّ المراد بالنداء هنا الأذان فيستدلّ بذلك على مشروعيّته وهو لغة إمّا من الأذن بمعنى العلم أو من الإذن بمعنى الإجازة وعلى التقديرين الأذان أصله الإئذان كالأمان بمعنى الإيمان والعطاء بمعنى الإعطاء وقيل إنّه فعال بمعنى التفعيل كالسّلام بمعنى التسليم والكلام بمعنى التكليم فأذان المؤذّن حينئذ بمعنى التأذين وهو أقرب.
واختلف في سبب الأذان فعند العامّة أنّ أبا محذورة (٢) رأى في المنام أنّ
__________________
والإصابة ج ١ ص ٣٦٠ تحت ترجمة ابنه حنظلة ، والمصنف نقلها عن الطبرسي راجع مجمع البيان ج ٥ ص ٧٣ و ٧٤ ( ب ).
(١) المائدة : ٦١.
(٢) الموجود في كتب أهل السنة اسناد الرؤيا الى عبد الله بن زيد بن عبدربه راجع سيرة ابن هشام ج ١ ص ٥٠٨ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٠١ ونيل الأوطار ج ٢ ص ٤١ والتيسير ج ٢ ص ١٩٨ وسنن ابى داود ج ١ ص ١١٦ وغير ذلك.
والموجود في كتب الشيعة أيضا أن أهل السنة نسبوه الى عبد الله بن زيد انظر المعتبر ص ١٦١ والمنتهى ج ١ ص ٢٦٣ ، ولكن في الوافي ج ٥ ص ٨٦ انهم نسبوه الى ابى ابن كعب أيضا وهو مروي في الكافي أواخر كتاب الصلاة ورواه في الوافي ج ٥