شخصا على حائط المسجد يورد هذه الألفاظ المشهورة فانتبه فقصّ الرؤيا على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال له إنّه وحي انده على بلال فإنّه أندى منك صوتا (١)
وأنكر أئمّتنا ذلك وقالوا إنّه وحي من الله تعالى على لسان جبرئيل (٢) وروى منصور بن حازم عن الصادق عليهالسلام « قال لمّا هبط جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله
__________________
ص ١٣ عن ابن أذينة عن الصادق عليهالسلام ولم أقف في كتب أهل السنة نسبة المنام الى ابى ابن كعب.
واما الذي يروونه عن أبي محذورة المؤذن هو كيفية الأذان والإقامة وتثنية فصولهما راجع المنتقى على ما في نيل الأوطار ج ٢ ص ٤١ ، سنن أبى داود ج ١ ص ١١٧.
وكذا روى عن أبي محذورة اضافة « الصلاة خير من النوم » في أذان الغداة ( راجع ج ١ ص ١١٧ من سنن أبى داود ) الّا أنّ مسلما لما لم يصح الإضافة عنده لم يذكره في الرواية عن أبي محذورة.
(١) وأنت إذا أمعنت النظر في كلمات أصحاب الحديث وأرباب السير ترى أنه لا يعجبهم هذا الحديث ولا اسناد تشريع الأذان إلى منام رجل ولذلك يتأولون الحديث ، مع أنه مناف لما نقله ابن هشام في ج ١ ص ٥٠٩ عن عبيد بن عمير الليثي انه ائتمر النبي صلىاللهعليهوآله وأصحابه بالناقوس للاجتماع للصلاة فبينما عمر بن الخطاب يريد أن يشترى خشبتين للناقوس إذ رأى عمر بن الخطاب في المنام : لا تجعلوا الناقوس بل أذنوا للصلاة ، فذهب عمر إلى النبي صلىاللهعليهوآله ليخبر بالذي رأى وقد جاء النبي صلىاللهعليهوآله الوحي بذلك فما راع عمر الا بلال يؤذن ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله حين أخبره بذلك : قد سبقك بذلك الوحي.
وأخرج السيوطي في الدر المنثور روايات في تفسير آية ٣٢ من سورة فصلت « وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً » أنها نزلت في شأن المؤذنين ، والأذان إنما شرع في المدينة والآية نزلت بمكة فجعلها مما تأخر حكمه عن نزوله ، فاعترف بكون الأذان بالوحي.
(٢) وقد نقح البحث في ذلك المحقق العلامة السيد شرف الدين العاملي طاب ثراه في كتابه النص والاجتهاد ص ١٢٨ ـ ١٤٤ ببيان متين دقيق وتحقيق رشيق أنيق يحق لطالب الحق أن يراجعه.