حتّى قال ابن عبّاس : من تركها فقد ترك مائة وبضع عشر آية من كتاب الله (١) »
٥ ـ يجب عند أكثر أصحابنا قراءة سورة بعد الحمد في الأوليين وقال الأقلّ لا تجب (٢) وبه قال الشافعيّ وغيره من الجمهور ، لنا ما تواتر من فعله صلىاللهعليهوآله أنّه
__________________
فقال اى بنى إياك ـ قال ولم أر أحدا من أصحاب رسول الله كان أبغض إليه حدثا في الإسلام منه ـ فانى قد صليت مع رسول الله ومع ابى بكر ومع عمر ومع عثمان فلم أسمع أحدا يقولها فلا تقلها ، إذا أنت قرأت فقل الحمد لله رب العالمين. رواه الخمسة إلا أبا داود على ما في نيل الأوطار ج ٢ ص ٢١٢ نقلا عن المنتقى وغيره.
وهذه الرواية مع قطع النظر عن ضعف سندها بابن عبد الله وهو مجهول ـ وما يرد عليه مما ذكرنا في حديث انس ـ تتضمن ما يخالف ضرورة الإسلام فإنه لا يشك احد من المسلمين في استحباب التسمية قبل الحمد والسورة ولو بقصد التبرك لا لأن البسملة جزء فكيف ينهى عبد الله بن مغفل عنها بدعوى انها حدث في الإسلام ، قال الإمام الرازي ونحن وان شككنا في شيء فلا نشك في أنه إذا وقع التعارض بين قول انس وابن مغفل وبين قول على بن أبى طالب عليهالسلام الذي بقي عليه طول عمرة فإن الأخذ بقول على اولى ـ الى ان قال ـ ومن اتخذ عليا اماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه ، انظر ج ١ ص ٢٠٦ و ٢٠٧ من تفسيره الكبير.
(١) راجع مجمع البيان ج ١ ص ونقله في الكشاف واللفظ فيه : عن ابن عباس : من تركها فقد ترك مائة وأربع عشرة آية من كتاب الله. وروى مثله الرازي عن عبد الله بن المبارك وفيه : فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية ، قال وروى مثله عن ابن عمر وابى هريرة.
(٢) وعليه الشيخ في النهاية والمحقق في المعتبر والسبط الجليل للشهيد الثاني في المدارك والمحقق السبزواري في الذخيرة والمحدث الكاشاني في المفاتيح وهو المنقول عن الإسكافي وابن ابى عقيل والديلمي. وأنت إذا أمعنت النظر في الاخبار الواردة في المسئلة ( الوسائل ب ١ ـ ٦ وب ٣٥ و ٤٣ و ٦٩ من أبواب القراءة ) رأيت أنّ ما استدلوا به على الوجوب غير ناهض الدلالة لإثباته وما استدلوا به على الاستحباب واضح الدلالة ، الا أن ملاحظة مواظبة النبي والأئمة عليهمالسلام على قراءتها كما نقل يوحشنا عن الفتيا على خلاف المشهور والاحتياط طريق النجاة.