وشرعا هو الانحناء قدر أن يصل معه الكفّان الركبتين والسجود لغة الخضوع قال الشاعر (١) « ترى الأكم فيها سجّدا للحوافر » (٢) وشرعا وضع شيء مكشوف
__________________
الشجري ص ١٣٧ والمشهور « لا تهين الفقير » ولذلك استشهد به في الباب الخامس من المغني على حذف نون التأكيد الخفيفة تخلصا من التقاء الساكنين وكذا ضبطه في الحماسة لأبي تمام راجع ص ١١٥١ من شرح المرزوقي وضبطه في البيان والتبيين ج ٣ ص ٣٤١ « لا تحقرن الفقير » واستشهد بالبيت أيضا أبو الفتوح الرازي عند تفسير الآية ٤١ من سورة البقرة والضبط فيه : « لا نذل الفقير ».
(١) هو زيد الخيل ابن مهلهل بن منهب من طيئ كنيته أبو مكنف من أبطال الجاهلية لقب زيد الخيل لكثرة خيله أو لشجاعته وكان شاعرا حسنا وله مهاجاة مع كعب بن زهير ، أدرك الإسلام سنة ٩ ه في وفد طيئ ، قال في الإصابة ج ١ ص ٥٥٥ وسماه النبي زيد الخير ، قال ابن النديم في ترجمة المفجع البصري ص ١٢٩ : ان له كتاب غريب شعر زيد الخيل ، وكذا في إرشاد الاريب ج ١٧ ص ١٩٤ ، واسم المفجع محمد بن احمد.
(٢) صدر البيت على ما في تفسير الطبري ج ١ ص ٣٦٥ عند تفسير قوله تعالى ( وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ) ( البقرة : ٧ ) : بجمع تضل البلق في حجراته. وكذا في المجمع ج ١ ص ١٤١ وضبطه في الكامل ص ٥٥١ : « بجيش تضل » قال المبرد في معنى الشعر : تضل البلق : يقول لكثرته لا يرى فيه الأبلق والأبلق مشهور المنظر ، وحجراته : نواحيه. ترى الاكم يقول لكثرة الجيش يطحن الاكم حتى يلصقها بالأرض ، قال في المجمع فجعل ما ظهر في الاكم من آثار الحوافر وقلة مدافعتها لها كما يدافع الحجر الصلد سجودا لها ولو كانت الاكم في صلابة الحديد حتى تمتنع على الحوافر لم يقل أنها تسجد للحوافر.
وقال ابن قتيبة في مشكل القرآن ص ٣٢٢. ومن الأمثلة المبتذلة : أسجد للقرد في زمانه. يراد أخضع للسفلة واللئيم في دولته ، ولا يراد سجود الصلاة ثم انشد الشعر : بجمع تضل إلخ. وقال : يريد ان حوافر الخيل قد قلعت الاكم ووطئها حتى خشعت وانخفضت.
وضبط البيت في تفسير الرازي ج ٣ ص ١٣١ : بخيل تضل. وفي التبيان بجمع تظل ـ بالظاء ـ ويصح من جهة المعنى ولا ضرورة لجعله من غلط الناسخ فان أظل بمعنى ستر ، نص عليه ابن القطاع في كتاب الافعال ج ٢ ص ٣١٨ وقال ابن فارس في مقاييس اللغة :