والحقّ ما قاله الأصحاب لوجوه (١) :
الأوّل قوله تعالى مخاطبا للمؤمنين كافة ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) (٢) وهو نصّ في الباب.
الثاني قوله ( الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ) (٣) ولا ريب أنّ أهل البيت عليهمالسلام أصيبوا بأعظم المصائب الّذي من جملتها اغتصابهم مقام إمامتهم.
الثالث أنّه لمّا أتى أبو أوفى بزكوته قال النبيّ صلىاللهعليهوآله « اللهمّ صلّ على أبي أوفى وآل أبي أوفى (٤) » فيجوز على أهل البيت عليهمالسلام بطريق أولى.
__________________
(١) ونزيدك عليها من الايات الآية ١٠٣ من سورة التوبة ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ). فكما أن أخذ الزكاة ليس مختصا بالنبي صلىاللهعليهوآله فكذلك الصلاة فلا يصح ما قيل انه من خصائص النبي وانه لا يجوز أو يكره الصلاة على غير النبي لغير النبي صلىاللهعليهوآله. ومن الاخبار ما في الجامع الصغير الرقم ١٨١٣ ـ ١٨١٧ والرقم ٥٠٧٧ مشتملة على ان الله وملائكته يصلون على أصناف من العباد كالمصلين في الصف الأول أومئا من الصفوف وغيرهم وما في سنن ابن ماجة تحت الرقم ١٥٠٠ عن عوف بن مالك قال شهدت رسول الله صلىاللهعليهوآله صلى على رجل من الأنصار فسمعته يقول : اللهم صل عليه واغفر له وارحمه وما في كتاب جلاء الافهام لابن قيم الجوزية ص ٣٢٣ عن جابر بن عبد الله ان امرأة قالت يا رسول الله صل على وعلى زوجي صلى الله عليك وسلم فقال صلى الله عليك وعلى زوجك قال رواه احمد وأبو داود ( انظر ج ١ ص ٣٥١ ) وفي تفسير ابن كثير ج ٣ ص ٧ ـ ٥ مثل ذلك
(٢) الأحزاب : ٤٣.
(٣) البقرة : ١٥٧.
(٤) ففي سنن ابى داود ج ١ ص ٣٦٨ والمنتقى على ما في نيل الأوطار ج ٣ ص ١٦٣ عن عبد الله بن أبي أوفى قال كان رسول الله إذا أتاه قومه بصدقة قال اللهم صل عليهم فأتاه أبو أوفى بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى. متفق عليه وأما بلفظ « اللهم صل على أبى أوفى وآل أبي أوفى » فلم أره في الكتب وقد نقله هكذا في كتاب الزكاة. وأظنه من سهو الناسخ كيف وقد استدلوا بهذا الحديث على شمول الآل للشخص نفسه وجعلوه من الفروق