شرط في صحّة الباقي كأجزاء الصلاة فإذا لم يأت الحاجّ أو المصلّي بكلّ الأجزاء بطل حجّه وصلوته بخلاف الصوم فانّ كلّ يوم من [ أيّام ] رمضان عبادة مستقلّة لا ارتباط لها بيوم آخر ولا شرطيّة لأحدهما بالآخر ولذلك قال المحقّقون من أصحابنا : إنّ كلّ يوم من أيّام رمضان يفتقر إلى نيّة مستقلّة.
إذا تقرّر هذا فاعلم أنّه يلزم من ذلك أحكام :
١ ـ ما قاله أصحابنا أنّ من أفسد حجّه وجب عليه إتمامه والحجّ من قابل لوجوب إتمام الحجّ والإفساد غير مانع منه. ثمّ إنّ الإفساد عندنا سبب مستقلّ لوجوب الحجّ كغيره من الأسباب كالنذر والاستيجار فيجب حجّ آخر غير الأوّل ولو كان مندوبا وكذا نقول فيمن أفسد صومه الواجب المعين أنّه يجب إتمامه وقضاؤه.
٢ ـ استدلّ أصحابنا بالآية أيضا على وجوب إتمام الحجّ والعمرة المندوبين وتقريره يعلم ممّا تقدّم
٣ ـ أنّ الأمر باتمامهما قد يستدلّ به (١) على وجوب كلّ واحد منهما لأنّ
__________________
(١) إتمامهما لله دليل على انهما عبادتان يعتبر فيهما الإتيان بهما لله تقربا اليه والظاهر من سبك اللفظ ان قوله تعالى ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ ) أمر وإيجاب لإيجادهما تامين بإجزائهما وشرائطهما المشروعة كقوله تعالى ( إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ) ( الكهف : ٣٠ ) أي أوجده حسنا ، وكقولهم : ضيق فم الركي ، وأطل جلفة قلمك وافرج بين سطورك ، وكثير من ذلك فمن مدلول الآية إيجاب العمرة كما في صحيح ابن أذينة عن أبى عبد الله عليهالسلام ( رواه المشايخ الثلاثة راجع الوافي ج ٥ ص ٤٧ ) وفيه في قوله « وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ » يعني بتمامهما أداءهما واتقاء ما يتقى المحرم فيهما. وصحيح معاوية بن عمار عن الصادق عليهالسلام ( رواه الكافي ج ٤ ص ٢٦٥ ) قال : العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج على من استطاع لان الله عزوجل يقول ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ ) وصحيح زرارة عن الباقر عليهالسلام المروي في تفسير العياشي ج ١ ص ٧٨ وفيه قال ان العمرة واجبة بمنزلة الحج لان الله تعالى يقول ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ ) هي واجبة مثل الحج وغيرها من الروايات تجدها في ب ١ من أبواب وجوب الحج وسائر الأبواب من كتاب حج الوسائل.