٢٨ ـ : وجوب مسح الوجه واليدين.
٢٩ ـ : كون الوجه يراد به بعضه لمكان الباء عند القائل بذلك وكذا اليد لعطفها على الوجه.
٣٠ ـ : وجوب الابتداء بمسح الوجه لفاء التعقيب.
٣١ ـ : وجوب الموالاة إن قلنا : الأمر للفور.
الثالثة ( وَما أُمِرُوا إِلّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )(١).
دلّت على وجوب النيّة في كلّ عبادة ، فيدخل الطّهارات الثّلاث المتقدّمة ، ومعنى الإخلاص هو المراد بالقربة الّتي يذكرها أصحابنا في نيّاتهم ، وهو إيقاع الطّاعة خالصة لله تعالى وحده ، ويؤيّده قول النبيّ صلىاللهعليهوآله في الحديث القدسيّ : من عمل لي عملا أشرك فيه غيري تركته لشريكه (٢). فقيل : معنى كونه له تعالى : أن يفعله خوفا من عقابه ورجاء لثوابه. وقيل : يفعله حياء منه أو حبّا له ، وقيل :تعظيما له ومهابة وانقيادا ولا يخطر بباله غرض آخر سواه ، ويقرب من هذا قول عليّ عليهالسلام : ما عبدتك خوفا من نارك ولا شوقا إلى جنّتك ، بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك (٣). وهو الأقوى لأنّ ما عدا ذلك شرك مناف للإخلاص ، فعلى هذا لا يجوز في النيّة ضمّ الرياء ولا ضمّ التبرّد أو التسخّن بالماء أو إزالة الكسل أو الوسخ ، لأنّ منطوق الآية يدلّ على أنّ الأمر منحصر في العبادة المخلصة ، والأمر بالشيء نهي أو مستلزم للنّهي عن الضدّ فيكون كلّ ما ليس بمخلص [ منها ] منهيّا عنه فيكون فاسدا
__________________
(١) البيّنة ٥.
(٢) بهذا المضمون أخبار كثيرة راجع الوسائل ب ٧ و ٨ من أبواب النّية وفي ب ١٢ في حديث لهشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يقول الله عزوجل أنا خير شريك فمن عمل لي ولغيري فهو لمن عمله غيري.
(٣) هذه العبارة مشهورة عن أمير المؤمنين عليهالسلام كما في بحار الأنوار ج ٤١ ص ١٤ وما نقله في نهج البلاغة فهو بهذه العبارة : انّ قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التّجار ، وانّ قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وانّ قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار. نهج البلاغة لفيض الإسلام جزء ٦ ص ١١٨٢.