وهو ما يسدّ الخلّة لما أحوج إلى ذكر الثمرات وعن الصادق عليهالسلام : هو ثمرات القلوب أي حبّبهم إلى الناس ليثوبوا إليهم وعن الباقر عليهالسلام أنّ المراد أنّ الثمرات تحمل إليهم من الآفاق وقد استجاب الله له حتّى لا يوجد في بلاد الشرق والغرب ثمرة إلّا وتوجد فيها حتّى حكى أنّه يوجد فيها في يوم واحد فواكه ربيعيّة وصيفيّة وخريفيّة وشتائيّة.
٣ ـ الوصف لمكّة بالأمن وللبيت أيضا والدعاء لأهلها بكثرة الرزق وغير ذلك من النعم أمور مشعرة بأفضليّتها وأفضليّة المجاورة فيها وحينئذ يرد سؤال وهو أنّه لم كانت المجاورة فيها مكروهة فيجاب بأنّه ذكر للكراهية أسباب الأوّل خوف عدم احترامها وسقوط محلّها من القلوب الثاني حذر مقارفة الذنب فيها فإنّه عظيم موجب لتضاعف العقاب الثالث أنّ المداومة على صحبتها يورث الملالة ومفارقتها تبعث على الشوق إليها والحصول بها.
٤ ـ قيل إنّ مكّة كانت آمنة قبل دعوة إبراهيم عليهالسلام من لدن آدم عليهالسلام من الخسف والزلازل والطوفان وغيرها من أنواع المهلكات وإنّما تأكّد ذلك بدعائه عليهالسلام وقيل بل كانت قبل دعوته عليهالسلام كسائر البلاد واستدلّ على ذلك بقول نبيّنا صلىاللهعليهوآله « إنّ إبراهيم عليهالسلام حرّم مكّة وإنّي حرّمت المدينة » (١).
التاسعة ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (٢).
« يرفع » فعل مضارع وقع حكاية حال [ الماضي ] وقيل إنّه خبر يراد به الأمر وليس بشيء لأنّه مجاز والأصل عدمه و « القواعد » جمع قاعدة وهي السافات ولذلك
__________________
(١) الكافي ج ٤ ص ٥٦٤ ، مجمع الزوائد ج ٣ ص ٣٠١ و ٣٠٣. واللفظ في مجمع البيان ج ١ ص ٢٠٦.
(٢) البقرة : ١٢٧.