أن يكون نفسان قد تواطيا على انتحال اسم إنسان غائب واسم أبيه والانتساب إلى آبائه ، ليقرّ أحدهما لصاحبه بما ليس له أصل. فإذا أثبت الحاكم على ذلك على غير بصيرة ، كان مخطئا مغرّرا.
وإذا ادّعى إنسان على أخرس شيئا ، توصّل الحاكم إلى إفهامه الدّعوى ومعرفة ما عنده فيها من إقرار أو إنكار. فإن أقرّ بالإشارة ، أو أنكر ، حكم عليه بذلك ، وإن كان يتساكت عن خصمه ، وهو صحيح قادر على الكلام ، وإنّما يعاند بالسّكوت ، أمر بحبسه حتّى يقرّ أو ينكر ، إلّا أن يعفو الخصم عن حقّه عليه. وكذلك إن أقرّ بشيء ، ولم يبيّنه ، كأنّه يقول : له عليّ شيء ، ولا يذكر ما هو ، ألزمه الحاكم بيان ما أقرّ به. فإن لم يفعل حبسه حتى يبيّن.
باب سماع البينات وكيفية الحكم بها وأحكام القرعة
إذا شهد عند الحاكم شاهدان ، وكانا عدلين ، وشهدا في مكان واحد على وجه واحد ، ووافق شهادتهما لدعوى المدّعي ، وجب على الحاكم الحكم بشهادتهما. وإذا شهد عنده من لا يعرفهما بعدالة ولا جرح ، سمع شهادتهما ، وأثبتها عنده ، ثمَّ استكشف أحوالهما واثبتهما. فإن وحدهما مرضيين جائزي الشّهادة ، حكم بشهادتهما. وإن وجدهما على غير ذلك ، طرح