وإذا احتاج النهر الأعظم إلى عمل مسناته (١) ان حصل خوف من الغرق منه أو الى ان يغلب (٢) مائه فينصرف الى بعض الجهات التي تستضر بانصرافه إليها ، كان على السلطان كريه وعمل جنابه ومسناته وكذلك ما كان من الأنهار الصغار التي تؤخذ من النهر الأعظم لسقي أرض الخراج من البلاد المفتحة عنوة وكان الوالي يأخذ خراجها فان حفر هذه الأنهار وعمل جميع ما يحتاج اليد وإصلاحه على السلطان فان كانت الأراضي التي على جانب أحد هذه الأنهار بعضها خراجية وبعضها مملوكة عشرية (٣) كانت النفقة بين الوالي ومالك تلك الأراضي يسقط كل واحد مما يلزمه فيها ولا يجرى (٤) ذلك مجرى نهر خاص لقوم ليس لأحد ان يدخل عليهم فيه ولهم منع من أراد ان يسقى من نهرهم أرضه ونخله وشجره لأن ذلك عليهم.
وإذا كان النهر عظيما فاذا انتهى الى مكان معين كان قسمة بين اهله بالحصص لكل قوم منهم كوة (٥) معروفة فاتخذ إنسان أرضا كانت مواتا ولم يكن لها شرب من ذلك النهر وكوالها (٦) نهرا من فوق موضع القسمة في مكان ليس لأحد فيه ملك ، فساق الماء إلى أرضه من ذلك النهر في ذلك الموضع فان كان النهر المحدث يضر بأهل النهر الأعظم في مائهم ضررا بينا ، لم يجز له ذلك وكان للسلطان منعه منه وان كان لا يضرهم كان جائزا.
__________________
(١) الصواب « الى عمل جنابه » كما في العبارة التالية والجناب بفتح الجيم الجانب وفي نسخة ( ب ) في الموضعين « حسامه » ولعله ان صح بمعنى الجانب أو نحوه.
(٢) كذا في النسخ والظاهر « من ان يغلب » عطف على « من الغرق ».
(٣) أي يؤخذ منها العشر وهو الزكاة والمراد الملك الخاص لآحاد الناس.
(٤) كذا في النسخ والظاهر ان « لا » زائدة بمناسبة الحكم وقرينة ما بعده.
(٥) الكو والكوة بفتح الكاف وضمها وتشديد الواو وجمعه كوى وكواء ثقبة في الخشبة التي توضع في النهر عند مفتتح الأراضي ليقسم بها الماء بينها بالحصص.
(٦) الصواب : كرى لها بالراء اى حفر أو كوى لها اى جعل لها كوة على حدة على نهر.