باب
السور التي يذكر فيها الناسخ والمنسوخ (١)
فأول ذلك السورة التي يذكر فيها البقرة (٢) حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح قال حدثنا معاوية بن صالح عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس قال .. فكان أول ما نسخ الله عز وجل من القرآن القبلة وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما هاجر الى المدينة وكان أكثرها اليهود أمره الله تعالى أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود بذلك فاستقبلها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بضعة عشر شهرا وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحب قبلة إبراهيم عليهالسلام فكان يدعو الله وينظر الى السماء فأنزل الله تعالى ( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ) (٣) الى قوله ( فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ) (٤) شطره يعني نحوه فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ما ولا هم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله تعالى ( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) (٥) وقال تعالى ( وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ ) (٦) قال ابن عباس ليتميز أهل اليقين من أهل الشرك ، الشرك هنا الشك والريبة [ قال أبو جعفر ] وهذا يسهل في حفظ نسخ هذه الآية ونذكر ما فيها من الإطالة كما شرطنا. فمن ذلك ما قرأ عليّ أحمد بن عمر عن محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى بن حماد وحدثنا جعفر بن مجاشع قال حدثنا إبراهيم بن اسحاق قال حدثنا ابن نمير قال حدثنا يحيى بن حماد قال حدثنا أبو
__________________
(١) فائدة : لم يذكر المصنف رحمهالله تعالى السور التي لم يدخلها الناسخ ولا المنسوخ أسوة بغيره ممن صنف في ذلك كابن سلامة وابن حزم فانهما أفردا باب لذلك وكذا أفردا بابا لذكر السور التي دخلها الناسخ ولم يدخلها المنسوخ وكذا التي دخلها المنسوخ ولم يدخلها الناسخ .. وسنأتي على ذكر ذلك في آخر الكتاب في أبواب أخر من متممات هذا العلم لتكون خدمتنا لكتاب الله عز وجل في نشر هذا الكتاب وتسهيله خدمة لا يحتاج المطالع معها الى كتاب آخر ان شاء الله.
(٢) قال ابن سلامة وابن حزم ليس في أم الكتاب ناسخ ولا منسوخ .. وزاد ابن سلامة لأن أولها ثناء وآخرها دعاء .. وحكيا ان سورة البقرة مدنية بلا خلاف وقال ابن سلامة تحتوي على ثلاثين آية منسوخة وقد وافق المصنف في العدد وخالفه في ذكر الآيات وخالفهما ابن حزم .. فقال ففيها ستة وعشرون موضعا ولم يتفقوا الا في بضع عشرة آية وسأذكر أثناء ذلك بعض ما خالفاه فيه وما اختلفا هما فيه.
(٣) سورة : البقرة ، الآية : ١٤٤
(٤) سورة : البقرة ، الآية : ١٤٤
(٥) سورة : البقرة ، الآية : ١٤٤
(٦) سورة : البقرة ، الآية : ١١٥