باب
ذكر الآية السابعة
قال الله عز وجل ( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ) (١) أدخلت في الناسخ والمنسوخ لأنها نسخت كل صدقة في القرآن كما حدثنا .. جعفر بن مجاشع قال حدثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي قال حدثنا علي بن مسلّم قال حدثنا عبيد الله عن سفيان عن جابر عن عكرمة ( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ) قال .. نسخت هذه كل صدقة في القرآن .. [ قال أبو جعفر ] في هذه الآية الناسخة ما هو مختلف فيه وما هو مجتمع عليه .. وما اختلف فيه منها الفرق بين الفقراء والمساكين اختلف في ذلك أهل التأويل والفقهاء وأهل اللغة وأهل النظر فقالوا في ذلك أحد عشر قولا فحدثنا .. أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا سلمة قال حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن قتادة ( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ) قال الفقراء الذين لهم زمانة والمساكين الأصحاء المحتاجون فهذا قول في الفرق بين الفقراء والمساكين .. وقال الضحاك الفقراء فقراء المهاجرين والمساكين من لم يهاجروا .. وقال عكرمة الفقراء من اليهود والنصارى والمساكين من المسلمين .. وقال عبيد الله بن الحسن المساكين الذين عليهم الذلة والخضوع والفقراء الذين يتجملون ويأخذون في السر .. وقال محمد بن سلمة المسكين الذي لا شيء له والفقير الذي له المسكن والخادم وهذه خمسة أقوال .. وعن جماعة من الفقهاء قالوا المسكين الذي له شيء والفقير الذي لا شيء له .. قال الشافعي والفقراء والله أعلم من لا مال لهم ولا حرفة تقع منه موقعا زمنا كان أو غير زمن سائلا كان أو متعففا والمساكين من له مال أو حرفة لا تقع منه موقعا ولا تعينه سائلا كان أو غير سائل فهذه ستة أقوال .. وقال أبو ثور الفقير الذي له شيء والمسكين الذي لا يصيب من كسبه ما يقوته .. وقال أهل اللغة منهم يعقوب بن اسحاق بن السكيت في جماعة معه المسكين الذي لا شيء له والفقير الذي له شيء لا يكفيه قال يونس قلت لأعرابي أفقير أنت فقال لا بل مسكين .. وأنشد أهل اللغة :
أما الفقير الذي كانت حلوبته |
|
وفق العيال فلم يترك له سبد |
ومن أجل ما روي فيه ما رواه .. ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال المساكين الطوافون والفقراء فقراء المسلمين وأكثر أهل التأويل على هذا القول .. قال مجاهد
__________________
(١) سورة : التوبة ، الآية : ٦٠