الزاني من أهل القبلة لا يزني الا بزانية مثله وهي من أهل القبلة أو مشركة والزانية من أهل القبلة لا تزني الا بزان مثلها من أهل القبلة أو مشرك وحرم الزنا على المؤمنين .. واختار محمد بن جرير هذا القول وأومى الى أنه أولى الأقوال واحتج بأن الزانية من المسلمين لا يجوز لها أن تتزوّج مشركا بحال وان الزاني من المسلمين لا يجوز له أن يتزوّج مشركة بحال فقد تبين ان المعنى الزاني من المسلمين لا يزني الا بزانية لا تستحل الزنا من المسلمين أو مشركة تستحل الزنا والزانية لا تزني الا بزان من المسلمين لا يستحل الزنا أو مشرك يستحل الزنا قال ( وَحُرِّمَ ذلِكَ ) الزنا وهو النكاح المذكور قبل هذا .. والقول الثالث ان الزاني المجلود ( لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً ) مجلودة أو مشركة وكذا الزانية قول الحسن كما قرئ .. على إبراهيم بن موسى الجوزي عن يعقوب الدورقي قال حدثنا وكيع عن يزيد بن إبراهيم عن الحسن قال الزاني المجلود ( لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً ) مجلودة مثله أو مشركة والزانية المجلودة ( لا يَنْكِحُها إِلاَّ زانٍ ) مجلود مثلها أو مشرك حدثنا .. علي بن الحسين قال قال الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا عفان قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا حبيب المعلم قال ..جاء رجل من الكوفة الى عمرو بن شعيب فقال ألا تعجب من الحسن يزعم أن الزاني المجلود لا ينكح الا مثله ويتأول هذه الآية ( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) فقال وما تعجب من هذا حدثني .. سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال الزاني المجلود لا ينكح الا مثله .. [ قال أبو جعفر ] وهذا الحديث يجوز أن يكون منسوخا كما نسخت الآية في قول سعيد بن المسيب .. والقول الرابع أن هذا في نسوة كان الرجل يتزوج إحداهن على أن تنفق عليه مما تكسبه من الزنا فحرم الله نكاحهن وهو قول مجاهد كما قرئ .. على أحمد بن محمد بن الحجاج عن يحيى بن سليمان قال حدثنا أسباط بن محمد قال حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن القاسم بن أبي بردة عن مجاهد في قول الله تعالى ( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً ) قال .. كان نساء بغايا فكانت منهن امرأة تدعى أم مهزول (١) فكان الرجل يتزوج إحداهن لتنفق عليه من كسبها فنهاهم الله عز وجل عن ذلك أن يتزوج أحد من المسلمين قرئ .. على أحمد بن شعيب عن عمرو بن علي قال حدثني المعتمر عن أبيه عن الحضرمي يعني ابن لاحق عن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عمرو قال .. كانت امرأة يقال لها أم مهزول وكانت بأجياد وكانت تسافح فأراد رجل من المسلمين
__________________
(١) في الاصل هنا هكذا رسمه ( محرم ) وفي الذي بعده أم مهزول بخط واضح فاتبعناه ولم نقف عليه في غير الاصل فليحرر.