لا يحج أحد عن أحد واحتج له بعض الصحابة .. فقال في الحج صلاة لا بد منها .. وقد أجمع العلماء على أن لا يصلي أحد عن أحد قيل لهم الحج مخالف للصلاة مع بيان السنة .. [ قال أبو جعفر ] وسنذكر قول من تأول الحديث .. وقد روى شعبة عن جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ان رجلا قال يا رسول الله ان أمي توفيت وعليها صيام قال فصم عنها .. وقد قال من يقتدى بقوله من العلماء لا يصوم أحد عن أحد .. فقال من احتج لهم بهذا الحديث وإن كان مستقيم الإسناد وسعيد بن جبير وإن كان له المحل الجليل .. فقد وقع في أحاديثه غلط .. وقد خالفه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعبد الله من الإتقان على ما لا خفاء به كما حدثنا .. بكر بن سهل قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال أنبأنا مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي عن عبد الله بن عباس ان سعد بن عبادة استفتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها نذر قال فاقض عنها .. وروى الزهري عن أبي عبد الله الاغر عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال يلحق المسلّم أو ينفع المسلّم ثلاثة ولد صالح يدعو له وعلم ينشره وصدقة جارية ونذكر قول من تأول هذه الاحاديث .. فإن فيها أقوال .. من العلماء من قال بالأحاديث كلها ولم يجز فيها الترك منهم أحمد بن محمد بن حنبل وكان هذا مذهبه فقال يحج الإنسان عن الإنسان ويتصدّق عنه كما قال صلىاللهعليهوسلم قال ومن مات وعليه صيام شهر من رمضان أطعم عنه لكل يوم ومن مات وعليه صيام نذر صام عنه وليه كما أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم .. ومن العلماء من قال ببعض الأحاديث فقال يحج الإنسان عن الإنسان ولا يصوم عنه ولا يصلي وهذا مذهب الشافعي .. ومنهم من قال لا يجوز في عمل الأبدان أن يعملها أحد عن أحد وهذا قول مالك بن أنس .. ومنهم من قال الأحاديث صحيحة ولكن هي محمولة على الآية وإنما يحج الإنسان عن الإنسان إذا أمره وأوصى بذلك أو كان له فيه سعي حتى يكون موافقا لقوله عز وجل ( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى ) .. ومنهم من قال لا يعمل أحد عن أحد شيئا فإن عمل فهو لنفسه كما قال عز وجل ( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى ) وقال في الأحاديث سبيل الأنبياء عليهمالسلام أن لا يمنعوا أحدا من فعل الخير .. [ قال أبو جعفر ] وقول أحمد في هذا بيّن حسن وهو أصل مذهب الشافعي فإن قال قائل فكيف يرد هذا الى الآية ففي ذلك جوابان أحدهما ان ما قاله رسول الله صلىاللهعليهوسلم وصح عنه فهو مضموم الى القرآن كما حدثنا .. أحمد بن محمد الأزدي قال حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي قال حدثنا ابن عيينة عن ابن المنكدر وأبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أو غيره عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول