وأجازوا في زكاة الفطر أن تدفع إلى أهل الذمة .. وأما دفع الرجل عن زوجته فمختلف فيه أيضا فأكثر أهل العلم يوجبون عليه ذلك وقال الثوري وأهل الرأي لا يجب ذلك عليه .. واختلفوا أيضا في أهل البادية فقال عطاء والزهري وربيعة لا تجب عليهم زكاة الفطر وقال سعيد بن المسيب هي واجبة عليهم لقوله ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) (١) وهو قول أكثر أهل المدينة وأهل الكوفة .. وأما العبد المأذون له في التجارة فمختلف فيه لأداء زكاة الفطر عنه أيضا فقال الحسن وعطاء لا يجب على مولاه أن يؤديها عنه وهو قول أهل الرأي وقال مالك والليث والأوزاعي والشافعي عليه أن يؤديها عنه .. واختلفوا أيضا في المكاتب فقال مالك عليه أن يؤديها عنه وقال أهل الرأي والشافعي ليس ذلك عليه وكذا روي عن ابن عمر وبهذا الاختلاف قال بعض العلماء ليس على الرجل أن يؤدي الا عن نفسه كما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : « على كل حر وعبد » فالحر يؤدي عن نفسه والعبد يؤدي عن نفسه كما روى عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال ليس على العبد في ماله شيء الا صدقة الفطر الا أن الفقهاء الذين تدور عليهم الفتيا يقولون عليه أن يخرج عن عبده .. فأما تقدير الصاع فقد قدره جماعة من أهل العلم على أنه خمس ويبة والمد ربعه لا نعلم اختلافا في الكيل .. فمن قال يخرج الإنسان صاعا من بر قال يخرج الويبة عن عشرة ومن قال يخرج نصف صاع من بر قال الويبة عن عشرة وهذا قول الليث والمتفقهون من أهل الرأي يقولون عن ثمانية .. واختلفوا في مقدار الصاع من الوزن فقول الشافعي وأبي يوسف أنه خمسة أرطال وثلث وعن أهل المدينة أخذوا هذا وهم أعلم الناس به .. وقال أبو حنيفة ومحمد هو ثمانية أرطال. وأما الموضع الثالث .. فقوله تعالى ( فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ) (٢) قال ابن زيد أي لست تكرههم على الإيمان ثم جاء بعد ذلك ( جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ) (٣) ( وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) (٤) فنسخ هذا ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ) فجاء قتله أو يسلّم والتذكرة كما هي لم تنسخ .. وفي رواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ) أي بجبار .. فهذا معروف في اللغة يقال تسيطر على القوم اذا تسلط عليهم أي لست مجبرهم على الإسلام انما عليك ان تدعوهم اليه ثم تكلمهم الى الله عز وجل وأما الموضع الرابع فقوله تعالى ( فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) (٥) .. [ قال أبو جعفر ]
__________________
(١) سورة : الأعلى ، الآية : ٢٤
(٢) سورة : الغاشية ، الآيتان : ( ٢١ ـ ٢٢ )
(٣) سورة : التوبة ، الآية : ٥
(٤) سورة : التوبة ، الآية : ٧٣
(٥) سورة : الانشراح ، الآية : ٧