بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام الأجل الحافظ المظفر بن الحسين بن زيد بن علي بن خزيمة الفارسي رحمة الله عليه.
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وبعد ، فهذا كتاب جمعت فيه جميع ما في القرآن من الآيات الناسخة والمنسوخة موجزة على حسب آيات القرآن ألف آية أمر وألف آية نهي وألف آية وعد وألف آية وعيد وألف عبر وأمثال وألف قصص وإخبار وخمسمائة حلال وحرام ومائة دعاء وتسبيح وست وستون آية منسوخ الجملة ستة آلاف وستمائة وست وستون آية غاية الإيجاز وبينت فيه عدد سور الناسخ والمنسوخ وعدد السور التي فيها الناسخ دون المنسوخ وعدد السور التي فيها المنسوخ دون الناسخ وأوضحت فيه معنى الناسخ دون المنسوخ ورتبته ترتيبا ليسهل حفظه على من أراده. ويقرب مأخذه على من استفاده. راجيا بذلك ثواب الله عز وجل ومنه أسأل التوفيق ، وحسن الهداية إلى سواء الطريق. وهو وليّ الإجابة. وإليه الإنابة.
باب
بيان الناسخ والمنسوخ
اعلم أنه لا يجوز لأحد يقرأ كتاب الله عز وجل إلا بعد أن يعرف الناسخ منه والمنسوخ لأنه إن جهل ذلك أحل الحرام وحرم الحلال وأباح المحظور وحظر المباح وهو معنى قول عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه لعبد الرحمن بن داب هلكت وأهلكت وكذلك قال لكعب الاحبار وذلك ما حدثني .. محمد بن مرثد قال أنبأنا محمد بن اسماعيل قال أنبأنا محمد بن حامد قال حدثنا يحيى بن خالد قال حدثنا منصور عن قتادة عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه مر بكعب الأحبار وهو يقص فقال له يا أبا اسحاق .. أما إنه لا يقعد هذا المقعد إلا أمير أو مأمور فمكث أياما ثم رجع فوجد كعب يقص على جماعة فمنهم مغشيا عليه ومنهم باكيا قال عليّ .. يا أبا اسحاق ألم أنهك عن هذا المقعد أتعرف الناسخ والمنسوخ قال الله أعلم قال هلكت وأهلكت .. وبلغني ان حذيفة بن اليمان قال لا يقص على الناس الا أمير أو مأمور أو رجل عرف الناسخ من المنسوخ والرابع متكلف أحمق.