الركعة الآخرة من الصبح واحتج بحديث حدثناه .. أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا سلمة قال حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر ان النبي صلىاللهعليهوسلم .. لعن في صلاة الفجر بعد الركوع في الركعة الاخيرة فقال اللهم العن فلانا وفلانا ناسا من المنافقين فأنزل الله عز وجل ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) الآية .. [ قال أبو جعفر ] فهذا إسناد مستقيم وليس فيه دليل على ناسخ ولا منسوخ وإنما نبهه الله على أن الأمر اليه ولو كان هذا ناسخا لما جاز أن يلعن المنافقون واحتج أيضا بما حدثناه .. علي بن الحسين عن الحسن بن محمد قال أنبأنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أبي سلمة وابن المسيب عن أبي هريرة .. قال كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم اذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم أشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف حتى أنزلت ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ ) وهذا نظير الحديث الأول وفيه حجة على الكوفيين لأنهم يقولون لا يجوز أن يدخل في الصلاة إلا ما كان في القرآن وما أشبهه وليس في القرآن من هذا شيء ولذلك عارض هذا المحتج بأن جعله في الناسخ والمنسوخ بلا حجة واضحة ولا دليل واضح لما صح عن النبي صلىاللهعليهوسلم من الدعاء في الصلاة بغير ما في القرآن وعن الصحابة والتابعين وأيضا فإن العرب إنما كانت تعرف الصلاة في كلامها الدعاء كما .. قال الشاعر :
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا |
|
يا رب جنب أبي الاوصاب والوجعا |
عليك مثل الذي صليت فاعتصمي |
|
يوما فإن لجنب المرء مضطجعا |
فسميت الصلاة صلاة لأن الدعاء فيها .. وهذا قول المدنيين لأن الإنسان يدعو في صلاته بما شاء من الدعاء والطاعة وعلى انه قد روي مما صح عنه سنده في نزول الآية غير هذا من ذلك ما حدثناه .. علي بن الحسين عن الحسن بن محمد قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك .. قال شج النبي صلىاللهعليهوسلم في وجهه وكسرت رباعيته ورمي رمية على كتفه فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول كيف تفلح أمة فعلوا بنبيهم هذا فأنزل الله عز وجل ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ ) (١) وهذا الحديث ليس بناقض لما تقدم لكون الأمرين جميعا واقعين فنزلت الآية قرأ عليّ ..
__________________
(١) سورة : آل عمران ، الآية : ١٢٨