عليهم ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً ) (١) وقرأ عليهم ( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ... ) (٢).
كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو المبادر الأول إلى العمل بأحكام القرآن وامتثال أوامره ونواهيه ، وقد بلغ الغاية القصوى في التعبّد بجميع ما فيه ، وكيف لا وهو صلىاللهعليهوآلهوسلم الواسطة إلى تبليغ ألفاظه وجمله وقراءته وأحكامه إلى سائر أفراد الأُمّة ؟
هناك آية في القرآن الكريم تقول : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى المُتَّقِينَ ) (٣) فالله سبحانه وتعالىٰ يشير بكتابة الوصيَّة إن ترك الإنسان مالاً. فهل يا ترى أنَّنا مخطئون إذ قلنا إنَّ خلافة المسلمين أهمُّ وأعظم من المال وإن كثُر ؟
وانظر أيضاً إلى إبراهيم الخليل حيث يقول عنه القرآن الكريم : ( وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (٤).
__________________
(١) سورة النحل : ١٦ / ٨٩.
(٢) سورة الإسراء : ١٧ / ٩.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ١٨٠.
(٤) سورة البقرة : ٢ / ١٣٢.