منكراً ! ولذلك غضُّوا الطرف عن ذكر اسمه ، لكي لا تناله ملامة اللائمين.
وقع الاختلاف الثاني في صدر عبارة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فعلىٰ رواية مسلم عن ابن عبَّاس ، قال : « ائتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلُّوا بعدي ... » (١).
وفي البخاري في باب الجهاد والسير عبارة : « ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلُّوا بعده ... » (٢).
وأخرج أحمد في مسنده أنَّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « ائتوني بالكتف والدواة ـ أو اللوح والدواة ـ أكتب لكم كتاباً لن تضلُّوا بعده » (٣).
ونقل أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب ( السقيفة ) بإسناده إلىٰ ابن عبَّاس قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ائتوني بدواة وصحيفة أكتب كتاباً لا تضلُّوا بعده ... » (٤).
ونقل الطبراني العبارة هكذا : « ائتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتاباً ... » (٥).
فالعبارة ليست واحدة في اللفظ ، وإن كانت واحدة في المعنىٰ.
وما يهمُّنا هنا هو أنَّ لفظ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يحفظ ، وإنَّما حفظ معناه.
__________________
(١) صحيح مسلم ٥ : ٧٥.
(٢) صحيح البخاري ٤ : ٣١.
(٣) مسند أحمد ١ : ٣٥٥.
(٤) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد عنه ٢ : ٢٠.
(٥) المعجم الكبير ١١ : ٣٦ طبعة العراق.