حدِّ رفع دعوىٰ لمحاكمته لعدَّة قضايا نرىٰ أنَّه أوقع المسلمين فيها بسبب منعه لتلك الوصيَّة.
أمَّا والحال أنَّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « لن تضلُّوا بعده أبداً » فإنَّ الضلال الذي يغرق فيه المسلمون هذه الأيَّام يقع جزء منه بالتأكيد علىٰ عاتق مانع تلك الوصيَّة.
ولو علمنا أيضاً كما مرَّ عليك أنَّ جهوداً بُذلت لتهميش أهميَّة هذه الحادثة ، وهذه الجهود تناولت الحادثة من عدَّة جوانب كما لاحظت في الصفحات السابقة ، وكما ستلاحظ لاحقاً ، نفهم أو نستنتج أنَّ هذه الكلمة أُسقطت لكي لا ينال الرجل ملامة الأجيال وسخطها.
يمكن اعتبار هذا الاختلاف من أكبر الاختلافات التي واجهت رواة هذا الحديث ، حيث إنَّهم تردَّدوا كثيراً في اختيارهم للعبارة التي يريدون أن ينقلوها ، فهم بعد أن اختلفوا كثيراً في صدر الحديث كما مرَّ عليك ، ولم يكن اختلافهم ذا أثر مهم في المعنىٰ ، اختلفوا هنا في مقالة عمر كمراجعة منه لكلام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فنرىٰ الكثير من المصادر تذكر عبارة « أنَّ النبيَّ قد غلبه الوجع ». ولو سلَّمنا بما نقله هؤلاء الرواة في هذه الفقرة ، لأمكننا القول بأنَّ عمر أراد أن يمنع وصيَّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا أن يراجعه كما يفسِّر البعض هذه الحادثة.
والسبب أنَّ عمر لم يقل لنبيِّه مثلاً : قد أوصيت يا رسول الله ... أو أنَّك خلّفت من المؤمنين رجالاً يمكنهم أن يختاروا ويُوفقوا ... أو أنَّنا