( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) (١).
وقد جعل الله سبحانه طاعة الرسول هي طاعة له تعالىٰ : ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ) (٢).
ومهما يكن من اختلاف بين « غلبه الوجع » و« هجر » فإنَّ كلتا العبارتين جارحتان ، وفيهما تجاوز كبير علىٰ مقام النبوَّة.
وقع اختلاف آخر في عبارة « وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله » كما في البخاري (٣) وعنه أيضاً في باب العلم قال : « وعندنا كتاب الله حسبنا ». بينما نقل ابن أبي الحديد المعتزلي عبارة « عندنا القرآن حسبنا كتاب الله » (٤) وهناك عبارات متشابهة وردت في مصادر أُخرى كثيرة (٥).
ونصطدم مرَّة أُخرىٰ مع الرواة ، ونشاهد إهمالهم في إدراج هذه العبارة لمحذور شدّة وقعها علىٰ قلوب المسلمين ، وخطورتها على قائلها.
وخطورتها تنبع من إلغاء دور النبوَّة التي قال عنها الله سبحانه
__________________
(١) سورة الأنفال : ٨ / ٢٤.
(٢) سورة النساء : ٤ / ٨٠.
(٣) صحيح البخاري ٧ : ٩ ـ باب قول المريض قوموا عنِّي من كتاب المرضىٰ.
(٤) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٥١ ط مصر بتحقيق محمَّد أبو الفضل.
(٥) راجع صحيح مسلم ٥ : ٧٥ ، مسند أحمد ٤ : ٣٥٦ / ٢٩٩٢ ، صحيح البخاري ١ : ٣٧ ـ كتاب العلم. و ٨ : ١٦١ و ٥ : ١٣٧ كتاب الاعتصام بالكتاب والسُنَّة ـ باب كراهية الخلاف ، كتاب النبيِّ إلى كسرى وقيصر ـ باب مرض النبيِّ ووفاته.