ينسبوها إلىٰ أصحابها ؟!
التسليم السريع لأقوال الخليفة الثاني وتصويب نهجه ، والتماس الحجج له ، لا يتوافق مع سيرته هو ، ذلك أنَّه قال « حسبنا كتاب الله » فحسبنا كتاب الله ولا داعي لأقوال عمر وسيرته وموافقاته.
إنَّ سيرة عمر ترفض الاقتداء بالرسول وهو حيٌّ ، فكيف نقتدي نحن بعمر وهو ميِّت ؟! ولو سار الخلفاء بعده بسيرته ، بحيث يجتهدون قبال النصِّ الإلهي أو النبويِّ ، لما وصل إلينا من الإسلام شيء. ذلك أنَّ القليل يتجمَّع فيصبح كثيراً. ألا ترىٰ إلىٰ مياه الأنهار الطاغية ، أنَّها من قطرات المطر اللطيفة.
كما مرَّ فإنَّ هناك حذفاً طال أغلب الرواية ، فلم تنقل بعض الروايات ما حدث بعد مقولة عمر. بينما تصوِّر روايات كثيرة وضعاً شاذَّاً وغريباً لم نتعوَّده من الصحابة طيلة حياة النبيِّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم. فالطبيعي أنَّ الصحابة كانوا يُجلُّون النبيَّ ويوقّرونه ، ويستلهمون من تعاليمه صلاحهم ، ويستنيرون بسيرته لدينهم ودنياهم ، ويتعبَّدون باتِّباعه وطاعته وبالاستجابة لأوامره حتَّىٰ أنَّ ابن عمر أدار راحلته بين مكَّة والمدينة في موقع ما ، ثُمَّ رجع إلىٰ مسيره الأوَّل. فسأله الناس : ما هذا الذي فعلته ؟ فقال : إنَّما شاهدتُ رسول الله يفعل ذلك ففعلت مثله.
وخرج صلىاللهعليهوآلهوسلم في جوف إحدىٰ الليالي فصلَّىٰ في المسجد ، وصلَّىٰ رجال بصلاته ، فأصبح الناس فتحدَّثوا ، فاجتمع أكثر منهم ، فصلَّىٰ