رزية الخميس
إننا لا ندعي اكتشافنا لأهمية وصية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والضرر الجسيم الذي تحملته أُمة الإسلام نتيجة لذلك المنع ، ولا ندعي البتة مثل هذا الادعاء ، ولا نقول بالسبق في فهم هذه الواقعة وتداخلاتها.
ثم إننا أيضاً لا نقول بإغفال المسلمين لها وإهمالها ، ذلك إن الكثيرين كانوا قد انبروا لتحليل هذه الواقعة محاولين إدراك ما كان يدور عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ساعتها.
التأريخ يحدثنا بأن ابن عباس رضياللهعنه ، ذلك الصحابي الجليل ، والمعتمد أيضاً عند جميع المسلمين ، كان أول من هتف « الرزية كل الرزية » ، ويكرّر علىٰ سامعيه « رزية يوم الخميس ». فماذا حدث يوم الخميس ؟ هل توفي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الخميس ؟
كانت وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الاثنين ، فابن عباس لم يسمِّ وفاة الرسول رزية ؟ فلعله قرأ قوله تعالىٰ : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) (١) والموت حق. أو قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) (٢) فالدين كامل والنعمة تامة صحيح ان افتقاد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مصيبة وفاجعة ، إلاّ إن لكل إنسان ساعته ، يودع فيها هذه النشأة.
بل سمّىٰ ابن عباس قضية يوم الخميس ب « الرزية ».
__________________
(١) سورة الزمر : ٣٩ / ٣٠.
(٢) سورة المائدة : ٥ / ٣.