فماذا حدث يوم الخميس ؟! ولماذا يصفه بهذا الوصف الفظيع ؟!
فيالعظمة المصيبة التي يريد أن يخبر عنها.
إنه يقول : « الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم ». أو كان يقول بحسرة « يوم الخميس ، وما أدراك ما يوم الخميس ! » ويطلق علىٰ تلك الحادثة « رزية يوم الخميس ».
فرزية ابن عباس الكبرىٰ هي منع كتابة الوصية.
وقلنا إننا لا ندّعي السبق في ذلك ، وقد أعلنها ابن عباس في وقتها ، وتناقلها أهل السير والحديث حتىٰ وصلت إلينا.
فابن عباس رضياللهعنه أدرك ـ كما أدرك تماماً كل من يهمه مصير الإسلام ـ الخسارة والفاجعة التي ستحل بالمسلمين من جراء منع وصية الرسول.
فالنظرة الثاقبة النافذة لحدود الزمان والمكان ، استطاعت أن تستشفّ المستقبل ، وتتنبأ بالرزية والمصيبة التي انطلقت شرارتها منذ يوم الخميس ، ذلك اليوم الذي دعا به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالكتف والدواة ، فحال دونه عمر.
وهذا الاختلاف والتناحر الموجود حالياً بين الفرق الإسلامية ، رزية عظمىٰ ، ومصيبة كبرىٰ ، شاهدها ابن عباس رضياللهعنه ببصيرته ، قبل أن يشاهدها أي إنسان ببصره ، كان يحس بأن الاختلاف الذي حدث والرسول لا يزال حياً ، على أمرٍ أراد فيه صلىاللهعليهوآلهوسلم عدم ضلالهم بعده أبداً ، سيتطور ويتشعب ويتكاثر ويتفرع ، حتى تصل أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى ثلاث وسبعين فرقة.