الحديث ما يتبادر إلىٰ الأذهان ، لا ما تنفيه صحاح السُنَّة ومحكمات القرآن.
علىٰ أنَّ استياء النبيَّ صلىاللهعليهوآلهوسلم منهم ، المستفاد من قوله : « قوموا » ، دليل علىٰ أنَّ الذي تركوه من الواجب عليهم ، ولو كانت معارضة عمر عن اشتباه منه في فهم الحديث كما زعموا ؛ لا زال النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم شبهته وأبان له مراده منه ، بل لو كان في وسع النبيِّ أن يقنعهم بما أمرهم به لما آثر إخراجهم عنه ، وبكاء ابن عباس وجزعه من أكبر الأدلَّة علىٰ ما نقوله.
والإنصاف ، أنَّ هذه الرزية لمِمَّا يضيق عنها نطاق العذر ، ولو كانت قضية في واقعة ، كفرطة سبقت ، وفلتة ندرت ، لهان الأمر ، وإن كانت بمجرَّدها بائقة الدهر ، وفاقرة الظهر ، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العظيم.