نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) (١).
٧ ـ عن ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي : نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ولمّا نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعاد من عاداه » فلقيه عمر بن الخطاب فقال : هنيئاً لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولىٰ كل مؤمن ومؤمنة (٢).
ولا ريب أن مفتاح فهم هذه الآية وتفسيرها هو معرفة وقت نزولها ، فإن كانت قد نزلت أوَّل البعثة فتفسيرها سيكون بشكل يختلف تماماً عمَّا لو كانت نزلت آخر حياة الرسول الكريم ؛ لأنَّ نزولها في بواكير البعثة يحتمل كثيراً أن تفسَّر علىٰ أساس الاحتمالات الأولى ، أمَّا إذا كانت قد نزلت ضمن أواخر ما نزل من القرآن ، فإنَّ شأنها سيختلف تماماً ، وسيدعونا إلىٰ التدقيق في معناها أكثر ؛ لأنَّ الأمر الذي يريد أن يبلِّغه سبحانه وتعالىٰ في آخر ما أنزله إلىٰ نبيِّه يجعله مساوقاً لتمام نبوَّته ورسالته ، وهو الذي تدلّ عليه أحاديث هذه الطائفة ، فالواضح أنّ أحاديث هذه المجموعة صريحة في الدلالة على سبب نزول الآية وبيان مرادها ، لاتحادها الزماني والمكاني مع الآية ، ومطابقتها تماماً لنصّ الآية ودلالتها ، وسلامتها من الاضطراب والتناقض.
__________________
(١) الميزان ٦ : ٥٨ عن كتاب نزول القرآن للحافظ أبي نعيم. وهناك ثلاثون مصدراً ذكرت أنَّ الآية نزلت في يوم الغدير ، راجع تفصيل ذلك في كتاب الغدير للعلأَمة الأميني ١ : ٢١٤.
(٢) تفسير الرازي ١١ : ٢٣٣.