ولعمري كيف يخطأ الأستاذ مثل هذا الخطأ الفظيع ، وكيف يكبو هذه الكبوة المهلكة ؟!
فمن يعلم بأمرٍ أراده الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم منعوه عنه إلاّ الرسول نفسه ، فكيف ينكر أن تكون في الخلافة مثلاً ، لأننا لا نعلم من الوصية شيئاً ؟!
ثم هل غفل استاذنا المرحوم أن أبا بكر كتب وصيته بكتاب ولم يتركه كلاماً ولا إشارة ؟!
فإن أردنا أن ننكر أن يكتب النبي وصيته بالخلافة ، فعلى الخليفة الأول أن يقتدي بنبيه في ذلك ولا يكتب وصيته هو أيضاً.
والأستاذ ينقل الحادثة ويعللها بعلل سطحية غير قابلة للهضم والاقناع ، يقول « فلما دخل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في غمرة الموت ودعا بطرس يملي على المسلمين كتاباً يسترشدون به بعده ، أشفق عمر من مراجعته فيما سيكتب وهو جد خطير ( !! ) ، وقال : إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا ، ومال النبي إلى رأيه فلم يعد إلىٰ طلب الطرس وإملاء الكتاب ... ».
الإشفاق الذي نعرفه رحمة ورأفة وودّ ، وليس انتهاكاً وتجاوزاً واستخفافاً ، كما في قوله : غلبه الوجع و ( عندنا كتاب الله حسبنا ).
ومن قال بأن النبي مال إلى رأي عمر كما تصور الأستاذ ؟! ولعله استنتجه من عدم طلبه للطرس. واستنتاج العقّاد بعيد وإن لم يحدث ما حدث بعد كلام عمر. (١)
__________________
(١) راجع ما ذكرناه في تحليل مقولة ( حسبنا كتاب الله ) وما فيها من معنى يصدنا عن الأخذ بقول الأستاذ.