بالطاعة لقوله تعالى : ( وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) (١) ومكلّف بأن لا يرفع صوته فوق صوت النبيّ ولا يردّ له قولاً : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) (٢) وتحقير لأنّه رفض كلامالنبي وقال : « حسبنا كتاب الله ».
فأين المراجعة إذاً ؟!
سامح الله الأستاذ علىٰ شططه في الحب ، وكان الأجدر به أن يحبّ نبيه أكثر من حبّه لأيّ شخص آخر.
ونذكر هنا أيضاً الكاتب الإسلامي الكبير الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود صاحب الكتاب الرائع « المجموعة الكاملة علي بن أبي طالب ». هذا الأستاذ الذي بدأنا بحثنا بكلامه حيث قال في كتابه ( السقيفة والخلافة ) : لكن ذلك العاصم من الضلال ... ضيعوه ... ذلك الكتاب الذي ود محمد أن يمليه ، أبوا عليه أن يخرج إلى النور .. حجبوه ... لكأنما مزقوه ... فعلى من تقع تبعة هذه الخسارة التي تكبدتها ، منذ تلك اللحظة أُمّة الإسلام ، وما زالت إلى اليوم تتكبّدها ، وتدفع ثمنها من دمها وعرقها ونصيبها في الحياتين ، جيلاً وراء جيل ... من المسؤول ؟ ... وهل عمر وحده الملوم ؟ ... ولأي غاية كان هذا السلوك ؟! (٣)
__________________
(١) سورة المائدة : ٥ / ٩٢.
(٢) سورة الحجرات : ٤٩ / ١ ـ ٢.
(٣) السقيفة والخلافة : ٢٤٠.