يد المهاجرين الأولين. بل إن ثمة من قد يراهم أحق بالتمجيد منهم بالعذل ، وبالحمد منهم باللوم ، لأنهم عرفوا ، إذ سارعوا إلى السقيفة ، كيف يحصرون إمرة المؤمنين يومئذ في المهاجرين القريبين من رسول الله في وقت غاب فيه عن الميدان أولى الناس بالإمرة وأدناهم قربى لرسول الله (١).
ولا أدري كيف يكونون أحق بالتمجيد منهم بالعذل ؟! وقد عزلوا أولى الناس بالإمرة وأدناهم قربىٰ لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
إن أولى الناس بالإمرة وأدناهم قربىٰ لم يغب بعيداً عنهم ، ولم يخرج من المدينة ، ولم يكن طريح فراشه ، بل كان حاضراً عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم منشغلاً بأمره ، ولم تمضِ ساعة على وفاته ، وهو بعد مسجىً علىٰ فراشه .. فهل يعد هذا غياباً يبرر ما حدث في السقيفة ليكون أصحابها أحق بالتمجيد منهم بالعذل ؟!
إن النظر الموضوعي إلى الأشياء ، والذي يتناول الحَدَث من جميع أطرافه ، ولا يغضّ الطرف عن بعض حقائقه ، هو الذي سيقود إلى التصور السليم الذي لا تعتريه الثغرات ، ولا يشوبه الباطل ..
وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين
* * *
__________________
(١) السقيفة والخلافة : ٢٧١.