نقيصة يكون سببا لعدم عروض السكر عادة بالمرّة ، ويكون هو المعيار ، مع عدم معرفة أحد من الماهرين في الفنّ حتّى صار ذلك من خصائص الشارع.
على أنّه ورد في الأخبار أنّه بعد ذهاب الثلاثين أيضا ربّما يسكر ، وأنّ بعد ذهابهما لا بأس بالشرب ما لم يتغيّر ، وسيجيء الكلام.
على أنّ قوله عليهالسلام : « وإن أحببت أن يطول مكثه عندك فروّقه » شاهد واضح على أنّ السؤال والجواب لم يردا لصورة طول المكث خاصّة ، بل لم يمكن النظر فيهما إلى حكاية طول المكث أصلا.
وأيضا ، قوله : « وخشيت أن ينشّ » ظاهر في أنّ الخشية في المقام من حدوث مفسد شرعي.
وينبّه عليه ، الأخبار المستفيضة في أنّ ما ينبذ بالغداة ويشرب بالعشيّ ، وذكرنا أنّ الشهيد رحمهالله أرجعها إلى النشيش والغليان ، وله شواهد ستعرف.
وأيضا ، التفرقة بين ذهاب الثلاثين للعنبي ونبيذ التمري والزبيبي خلاف الإنصاف ، إذ بعد ملاحظة الأخبار وتتبّعها ترجّح في النظر أنّ الكلّ من باب واحد ، ولذا فهم.
[ ف ] كذلك فهم الكليني رحمهالله ، كما لا يخفى ممّا عنون بابه (١).
وفهم الشهيد رحمهالله (٢) ، والفاضل الأردبيلي رحمهالله ، حيث اعترف بالدلالة ، لكن قال : ليست صريحة (٣).
وغير هؤلاء لا ينساق ـ وهو خال عن شوائب الشبهات ـ إلى ذلك.
والدلالة لا يجب أن تكون صريحة ، بل يكفى الظهور إجماعا من الفقهاء ،
__________________
(١) الكافي : ٦ / ٤٢٤.
(٢) الدروس الشرعيّة : ٣ / ١٧.
(٣) لاحظ! مجمع الفائدة والبرهان : ١١ / ٢٠٤ ، حيث قال رحمهالله : ( ولا موثّق صريح في التحريم ).