مخيرا بين أن يتم خمس تكبيرات على الأولى ثم استأنف على الأخرى ، وبين أن يكبر خمسا من حيث انتهى إليه ، وقد أجزأه عن الصلاة عليهما ، ومتى صلى على جنازة ثم بان أنها كانت مقلوبة سويت وأعيدت الصلاة عليها ما لم يدفن ، وليس في هذه الصلاة قراءة ولا تسليم.
الفصل التاسع والعشرون
صلاة الاستسقاء ندب عند قلة المطر والجدب ، يأمر الناس الإمام بصيام ثلاثة أيام : السبت والأحد والإثنين ، أو غيرها من الأيام إلا أن الأفضل ذلك ، ثم يبرز بهم اليوم الثالث إلى الصحراء ، ويقدم المؤذنين ويخرج على أثرهم بسكينة ووقار ، ثم يصلي بهم ركعتين بلا أذان ولا إقامة على ترتيب صلاة العيد ، ولا يصلي في المسجد إلا بمكة ، فإذا فرغ استقبل القبلة وكبر الله مائة ، ثم التفت بيمينه فسبح مائة ، ثم التفت بيساره (١) فهلل مائة ، ثم استقبل الناس وحمد الله مائة ، رافعا بجميع ذلك صوته هو والناس جميعا ، ثم يدعو ويخطب بالمأثور.
ويستحب إخراج الشيوخ الكبار ، والصبيان الصغار ، والبله ، والعجائز دون الشواب ، (٢) ويخرج البهائم في ذلك ، ويكره إخراج أهل الذمة.
ويستحب للإمام والمأموم تحويل الرداء من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين دفعة واحدة ، رجاء أن ينقلب الجدب خصبا ، ويجوز الاستسقاء لنضوب (٣) ماء العيون والآبار. ومن نذر صلاة الاستسقاء يلزمه الوفاء بنفسه.
واعلم أن فيما عدا ما ذكرناه من النوافل المرغب فيها ، المتعلقة بالأوقات والأحوال كثيرة فالرأي أن نحيل بها على كتب العمل إيثارا للاختصار.
__________________
(١) في الأصل : ثم التفت يمنة فسبح مائة ثم التفت يسرة.
(٢) الشواب جمع شابة ، كدابة ودواب. مجمع البحرين ، وفي الأصل : دون الشوات والبهائم.
(٣) نضب الماء ينضب ـ من باب قعد ـ نضوبا : إذا غار في الأرض وسفل. مجمع البحرين.