تقديم : |
بقلم : جعفر السبحاني |
بسم الله الرحمن الرحيم
الشريعة الاسلامية
أو
رجة البعث في الحياة البشرية
بعث النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم بكتاب مبين ، وسنة زاهرة ، وشريعة جامعة ، فأخدت رجة في الكافة جوانب الحياة الانسانية ، ولم يبق مظهر للحياة إلا اهتز وظهرت معالم التطور فيه.
كانت الشريعة الاسلامية زلزالا في حقل الدين والعقيدة فعصفت بالشرك وجعلت من الانسان المشرك ، موحدا ضحى بنفسه ونفيسه في سبيل التوحيد ومكافحة الوثنية.
كانت زلزالا في جانب العادات والتقاليد والآداب والأخلاق ، فقد أبادت الرسوم الجاهلية وذهبت بأعرافها فأصبح الانسان العاكف للخرافات الموروثة من الآباء الجاهلين ، فردا موضوعيا رافضا لما يخالف الفطرة والعقل السليم.
كانت هزة عنيفة في مجال العلم والمعرفة بعالم الوجود وفسيح الكون وقد دعت إلى النظر في بديع الصنع وخاطبت الانسان بقوله : « قل انظروا ماذا في السماوات والأرض » ( يونس ـ ١٠١ ) ، فعاد الجاهل عالما بالسنن الكونية ، سابحا في بحار المعرفة بتأسيسه علوما وفنونا لم يكن لها مثيل ، كما أكمل فنونا موروثة من المتقدمين.