الأخير ليخرج عنه (١) الاستهزاء.
واللام في قوله « لله » الملك والاستحقاق ، معناه : الحمد يملكه الله ويستحقّه.والعبادة الخشوع والذلة ، ومنه يقال : طريق معبد أي : مذلل بكثرة المشي عليه ، ولما كانت العبادة هي الخشوع والتذلل للمعبود كان فيها اشعار بتعظيمه وإجلاله وأتم ذلك ما قام بإزاء عظمته وجزاء نعمته والأول محال.
ومن أين ابن آدم المخلوق من الطين والماء والقيام بما يجب من وظائف العبودية لحضرة الربوبية بل ولا الملائكة المقربون والأنبياء والمرسلون.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ان لله ملائكة لا يرفعون رءوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الأخرى ، ثم يقولون : سبحانك ربنا وبحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك أن تعبد.
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام الهي وعزتك وجلالك لو لا الواجب من قبول أمرك لنزهتك عن ذكري إياك ولكن ذكري لك على قدري لا على قدرك.
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تتفكروا في خلق الله ، فان ملكا من ملائكة السماء يقال له : إسرافيل ، رجلاه في تخوم الأرض وكاهله عند العرش.
وأما الثاني وهو مجازاة نعم المعبود ، فمستحيل من العباد وان بلغوا الغاية وتجاوزوا النهاية ، كيف؟ والطاعات انما تقع بالآلات وجوارح هي ملكه تعالى ومن مواهبه.
وفي الحديث : ان الله سبحانه أوحى الى داود عليهالسلام أن اشكرني يا داود ، قال : كيف أشكرك يا رب؟ والشكر من نعمتك تستحق عليه شكر ، قال : يا داود رضيت بهذا الاعتراف منك شكرا (٢).
__________________
(١) في « س » : عن.
(٢) روى الكليني بإسناده عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : فيما أوحى الله عزوجل الى موسى عليهالسلام يا موسى اشكرني حق شكري ، فقال : يا رب وكيف أشكرك حق