أي : فليدع لأهل الطعام. وقال الشاعر (١) :
تقول بنتي وقد قيضت مرتحلا |
|
يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا |
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي (٢) |
|
يوما وان بجنب المرء مضطجعا |
والأكرم : الأتقى ، قال الله تعالى ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) (٣).
والمرسلين جمع مرسل ، وهو مرادف للرسول ، والنبي هو الإنسان المخبر عن الله تعالى بغير واسطة البشر بل بواسطة الملك أو بالمنام ، لينفصل عن حد الإمام ، فإنه يخبر عن الله بواسطة البشر وهو النبي.
والفرق بين الرسول والنبي : ان الرسول هو المبعوث من الله بكتاب ، والنبي هو المبعوث من الله وان لم يكن معه كتاب ، وأكمل الأنبياء مع جمع الوصفين ، قال الله تعالى ممتنا على موسى عليهالسلام ومعددا لفضائله « وكان رسولا نبيا » (٤).
والاخبار عن الله تعالى : قد يكون بالوحي ، وقد يكون بواسطة جبرئيل عليهالسلام وقد يكون بغيره من الملائكة ، وقد يكون بطريق الإلهام وبطريق المنام. قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة (٥).
وأكثر أنبياء بني إسرائيل كانوا من هذا القبيل ، وكانوا كثيرين منتشرين في
__________________
(١) وهو الأعشى.
(٢) في « س » : فاغفنى.
(٣) سورة الحجرات : ١٣.
(٤) سورة مريم : ٥١.
(٥) رواه الحاكم في مستدركه ج ٤ ـ ٣٩٠ ، وفيه : رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. وروى في العوالي ج ١ ـ ١٦٢ بنحو آخر وهو قول النبي صلىاللهعليهوآله : الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة.