تنزيل من حكيم عليم ، وأنهّ القصص الحقّ وأنّه لقول فصل وما هو بالهزل وأنّ الله تبارك وتعالى محدثه ومنزله وربّه وحافظه والمتكلّم به ، اعتقادنا أنّ القرآن الّذي أنزله الله تعالى على نبيّه محمد صلىاللهعليهوآله هو ما بين الدفّتين ، وهو ما في أيدي النّاس ليس بأكثر من ذلك. (١)
٢. قال الشيخ محمّد بن محمّد بن النعمان ، الملقّب بالمفيد البغدادي (المتوفّى سنة ٤١٣ هـ. ق.) :
وقد قال جماعة من أهل الإمامة : إنّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين عليهالسلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله ، وذلك كان ثابتاً منزلاً وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الّذي هو القرآن المعجز ، وقد يسمّى تأويل القرآن قرآناً ... وعندي أنّ هذا القول أشبه (أي أقرب) من مقال من ادّعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل. وإليه أميل وأمّا الزيادة فيه فمقطوع على فسادها. (٢)
٣. قال السيّد المرتضى علم الهدى (المتوفّى سنة ٤٣٦ هـ. ق.) :
إنّ العلم بصحّة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المشهورة واشعار العرب المسطورة ، فإنّ العناية اشتدّت والدواعي توفّرت على نقله وحراسته وبلغت إلى حدّ لم يبلغه فيما ذكرناه ؛ لأنّ القرآن معجزة النبّوة ومأخذ العلوم الشرعية
__________________
(١) الاعتقادات للشيخ الصدوق ، ص ٩٣ ـ ٩٢.
(٢) أوائل المقالات في المذاهب المختارات ، ص ٥٥.