من ترك السعي في حوائجه يوم عاشورا ، قضى الله له حوائج الدنيا والاخرة ومن كان يوم عاشورا يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه و سروره ، وقرت بنا في الجنة عينه ، ومن سمى يوم عاشورا يوم بركة وادخر لمنزله فيه شيئا لم يبارك له فيما ادخر ، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله في أسفل درك من النار.
قال السيد ـ ره ـ وإذا عزمت على ما لا بدمنه من الطعام الشراب ، بعد انقضاء وقت المصاب ، فقل ما معناه : اللهم إنك قلت : « ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون » فالحسين صلوات الله عليه وعلى أصحابه عندك الان يأكلون ويشربون ، فنحن في هذا الطعام والشراب بهم مقتدون (١).
٦ ـ قل : فاذا كان أواخر نهار يوم عاشورا ، فقم قائما وسلم على رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام وعلى مولانا الحسن ابن علي ، وعلى سيدتنا فاطمة الزهراء وعترتهم الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ، وعزهم على هذه المصائب بقلب محزون ، وعين باكية ، ولسان ذليل بالنوائب ، ثم اعتذر إلى الله جل جلاله وإليهم من التقصير فيما يجب لهم عليك وأن يعفو عما لم تعمله مما كنت تعلمه مع من يعز عليك ، فانه من المستبعد أن يقام في هذا المصاب الهائل بقدر خطبه النازل ، واجعل كلما يكون من الحركات والسكنات في الجزع عليه خدمة لله جل جلاله ، ومتقربا بذلك إليه ، واسأل من الله جل جلاله ومنهم ما يريدون أن يسئله منهم وما أنت محتاج إليه وإن لم تعرفه ولم تبلغ أملك إليه فانهم أحق أن يعطوك على قدر إمكانهم ويعاملوك بما يقصر عنه سؤالك من إحسانهم.
ولعل قائلا يقول : هلا كان الحزن والذي يعملونه من أول عشر المحرم قبل وقوع القتل يعملونه بعد يوم عاشورا لاجل تجدد القتل ، فأقول : إن أول العشر كان الحزن خوفا مما جرت الحال عليه ، فلما قتل صلوات الله عليه وآله دخل
__________________
(١) كتاب الاقبال : ٥٧٨.