تلاوته فيه.
أما نزول القرآن في شهر رمضان ، فيكفي في البرهان قول الله جل جلاله : « شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن » وإنما ورد في الحديث أن نزوله كان في شهر الصيام إلى السماء الدنيا ثم نزل منها إلى النبي صلىاللهعليهوآله كما شاء جل جلاله في الاوقات والازمان.
وأما الحث على تلاوته فيه فذلك كثير في الاخبار ، ولكنا نورد حديثا واحدا فيه ، تنبيها لاهل الاعتبار عن علي بن المغيرة ، عن أبي الحسن عليهالسلام قال : قلت له : إن أبي سأل جدك عليهالسلام عن ختم القرآن في كل ليلة ، فقال له : في شهر رمضان قال : افعل فيه ما استطعت ، فكان أبي يختمه أربعين ختمة في شهر رمضان ، ثم ختمته بعد أبي فربما زدت وربما نقصت ، وإنما يكون ذلك على قدر فراغي وشغلي ونشاطي وكسلي ، فاذا كان يوم الفطر جعلت لرسول الله صلىاللهعليهوآله ختمة ولفاطمة عليهاالسلام ختمة وللائمة عليهمالسلام ختمة ـ حتى انتهيت إليه ـ فصيرت لك واحدة منذ صرت في هذه الحالي فأي شئ لي بذلك؟ قال : لك بذلك أن تكون معهم يوم القيامة ، قلت الله أكبر فلي بذلك؟ قال : نعم ثلاث مرات.
فصل : فيما نذكره مما يدعا به عند نشر المصحف لقراءة القرآن روينا ذلك باسنادنا إلى يونس بن عبدالرحمن عن علي بن ميمون الصائغ أبي الاكراد عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه كان من دعائه إذا أخذ مصحف القرآن والجامع قبل أن يقرء القرآن وقبل أن ينشره ، يقول حين يأخذه بيمينه :
بسم الله اللهم إني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبدالله صلىاللهعليهوآله وكتابك الناطق على لسان رسولك وفيه حكمك وشرايع دينك أنزلته على نبيك ، وجعلته عهدا منك إلى خلقك ، وحبلا متصلا فيما بينك و بين عبادك ، اللهم إني نشرت عهدك وكتاب اللهم فاجعل نظري فيه عبادة وقراءتي تفكرا وفكري اعتبارا واجعلني ممن أتعظ ببيان مواعظك فيه ، وأجتنب معاصيك ولا تطبع عند قراءتي كتايك على قلبي ولا على سمعي ، ولا تجعل على بصري غشاوة