أجزاء متفاصلة حسّا كصوم يوم. وقسم يقبل الاتّحاد والتعدّد معا. أي : يكون ذا أجزاء متفاصلة حسّا ، فيكون له جهتان : جهة الاتحاد ـ وهي جهة هيئته التركيبيّة ـ وجهة التعدّد ، و [ هي ] جهة تفاصل الأجزاء حسا.
وإنّما جعل مجوّز تفريق النيّة في الوضوء ممّن فرّق بين العبادات ؛ إذ لو لم يكن منهم وكان ممّن جعل العبادات بأسرها قسما واحدا ، وهو ممّا لا يقبل التعدد ؛ لما جوّز تفريق النيّة فيه ، إذ التفريق إنّما يكون في المتعدّد ، ولذا لم يجوز أحد تفريق النيّة على أجزاء اليوم.
قوله : يأتي عنده هنا الجواز.
لأنّ مجموع شهر رمضان يكون على هذا من البعض الذي يقبل الاتّحاد والتعدد ، فيجوز التفريق باعتبار تعدّده.
قوله : لأنّها تناسب الاحتياط.
يعني : أنّ أولوية فعل إنّما تكون إذا ناسب الاحتياط ؛ لأنّه إنّما يكون أولى لو كان أحوط أو أفضل ، وإنّما يكون أفضل إذا لم يخرج عن الاحتياط [ والاحتياط ] منفي هنا ؛ لجواز أن يكون المجموع عبادة واحدة لا يجوز تفريق نيتها على أجزائها ، بل احتاج الكل إلى نيّة واحدة له ، والنيّات المتفرّقة هنا غير مشتملة على نيّة الكل.
نعم الاحتياط هنا الجمع بين نيّة المجموع والنيّة لكلّ يوم بأن ينوي أوّلا لمجموع الشهر ، ثمّ ينوي في كلّ ليلة ليومها.
قوله : ومثله إلى آخره
الضمير في « مثله » راجع إلى « النظر » أو إلى « الجمع » أو إلى « الاحتياط » أو « هذا الكلام » وقوله : « لو أراد » متعلق بقوله : « يأتي ».
والتوضيح : أنّ في نيّة الأغسال الثلاثة للميّت قولان : أحدهما : وجوب تعدّد النيّة بتعدّد الغسل. والثاني : الاجتزاء بنيّة واحدة للاغسال الثلاثة فعلى الأوّل لا يكون مثل ما نحن فيه ، لأنّ التعدّد فيه حينئذ على سبيل اللزوم والوجوب ، دون الأولوية والاحتياط.